[تفسير قوله تعالى: {فساهم فكان من المدحضين}]
وسألت: عن قول الله سبحانه: {فساهم فكان من المدحضين}[الصافات:141]، فقلت: كيف ساهم؟ وما كان سببه؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: كان صلى الله عليه عندما كان من غضبه على من كان بينهم وانصرافه عنهم ركب في السفينة ومضا مع أهلها فلما وسطوا في لجج البحر وصاروا في طيه(1) وقفت السفينة بهم ولم تحول من موضعها، فأرادوا العمل في مضيها فإذا بها غير زايلة، فتراجع القوم بينهم فقالوا: إن فيكم لرجلا ذا خطية فتساهموا بنا فمن وقع عليه السهم رمينا به في البحر، فضربوا السهام على الرمي به فخرج فيهم يونس، ثم ضربوه ثانية فخرج سهم يونس، ثم ضربوه ثالثة فخرج سهم يونس، فقال صلى الله عليه: (أنا صاحب الخطية) فتلفف في كسائه ثم رمى بنفسه، فالتقمه الحوت كما ذكر الله سبحانه، ومعنى المدحضين فهم(2) المغلوبون الذين لم تقم لهم دولة ولم تثبت لهم حجة والعرب تسمى كل مهلك وتارك للرشد مدحضا ودحض يقول فلان دحض في الخطية أي وقع فيها، ويقول دحض في البلاد أي توسط ونزل به.
Sayfa 16