ألا ترون أن النطفة تبدل علقة والعلقة تبدل مضغة والمضغة تبدل عظاما ثم تكسوا العظام لحما وتنتقل من حال إلى حال مما جعله الله للإنسان مما ركب فيه من سمع وبصر وروح وشعر والعين موجودة لم تذهب، وإن بدلت فلم تبطل وتضمحل وإنما نقلت من سبب إلى سبب، وأصل ذلك كله من النطفة، ومثل جوزة لو غرستموها ثم بدت فكان بدوها على ورقتين، ثم لم يزل التقدير من الله سبحانه ينقلها من حال إلى حال حتى صارت من الكبر والكمال إلى ما ذكرناه من الحال لم يكن ذلك بمذهب لما كانت عليه عند ثباتها وما كانت عليه من صغرها ولما تنسب إليه من أصلها وإنما تنقل من حال إلى حال وما كانت عليه من بدوها فغير منتقل من فنه ولا مخرج من حده كذلك أيضا ما ذكر سبحانه من النسخ، فمثله كمثل شيء لو نسختموه لم تكونوا بنسخكم له مفنين.
Sayfa 133