Fiqh al-Seerah by Al-Ghazali
فقه السيرة للغزالي
Yayıncı
دار القلم
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٧ هـ
Yayın Yeri
دمشق
Türler
(١) إسناده معضل؛ قال ابن إسحاق كما في السيرة (٣/ ٤، ٥): «فحدّثت أسماء بنت أبي بكر أنّها ...» قالت: «.. فمكثنا ثلاث ليال، وما ندري أين وجه رسول الله ﷺ، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب، وإنّ الناس ليتبعونه، يسمعون صوته، وما يرونه، حتى خرج من أعلى مكة، وهو يقول ...» فذكر الأبيات. وبعضها عن غير ابن إسحاق كما قال ابن هشام. (٢) أقول: إذا جاز هذا على العرب في جاهليتهم؛ أفيجوز ذلك عليهم في إسلامهم، وقد نوّر الله به قلوبهم أن تتدنّس بشيء من الأوهام؟ أيجوز أن يقال في حقّ أسماء: إنّها أطلقت اسم (الجن) بل (الشيطان) على (المؤمن)؟ وما هي الضرورة التي تلجئ حضرة المؤلف إلى هذه التأويلات البعيدة، بل الباطلة؟! ألا ترى في الرواية- كما ذكرنا- أنّ الجني كان الناس يتبعونه، يسمعون صوته، وما يرونه؟! أفهذا من صفات الإنسي؟! خير للمؤلف أن يعرض عن ذكر هذه الرواية مطلقا- ولا سيما وهي ضعيفة- من أن يتأوّلها هذا التأويل المستنكر، ثم وجدت الحديث موصولا أخرجه الحاكم: ٣/ ٩- ١٠، من حديث هشام بن حبيش، وقال: «صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي، وفيما قالاه نظر، وقال الهيثمي (٦/ ٥٨): «رواه الطبراني، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم» لكن للحديث طريقين اخرين، أوردهما الحافظ ابن كثير في (البداية: ٣/ ١٩٢- ١٩٤): فالحديث بهذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم.
1 / 179