Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
Yayıncı
الكويت
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
Türler
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإنَّ الشيطان يفرُّ من البيت الذي يسمع سورة البقرة تُقرأ فيه"١.
وفي سنن أبي داود وغيره بإسناد حسن من حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلّوا عليَّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم" ٢. قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ﵀ في بيان معنى قوله: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا" قال: "أي لا تُعطِّلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحرّيها عند القبور عكس ما يفعله المشركون من النّصارى ومن تشبّه بهم"٣. اهـ كلامه ﵀.
ولَمَّا كان القلب بهذه المثابة يوصف بالحياة وضدّها انقسمت القلوب بحسب ذلك إلى ثلاثة أقسام٤:
الأوّل: القلب السليم، وهو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شركٌ بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى إرادةً ومحبّةً وتوكُّلًا وإنابةً وإخباتًا وخشيةً ورجاءً، وخلُص عملُه لله، فإن أحبَّ أحبَّ في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع
١ صحيح مسلم (رقم:٧٨٠) . ٢ سنن أبي داود (رقم:٢٠٤٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم:٧٢٢٦) . ٣ اقتضاء الصراط المستقيم (٢/٦٦٢) . ٤ انظر: إغاثة اللهفان لابن القيم (١/١٣ - ١٥) .
1 / 55