واما الارض الكريمة السمينة فيجعل بين حوض وآخر ستة عشر ذراعا لانه يتنعم فى هذه الارض ويمتد فروعه فلذلك يبعد بينه ليجد الهواء اليه سبيلا ويستخرج ما فى داخله من القوة وتطيب الاحواض بالزبل المتقادم الرقيق المعفن ثم يقسم الحوض الى اربعة بيوت ويصنع فى كل بين حفرة على مقدار ما تسع من الزبل فنيقة ثم يقلع الخرز من المصاطف كما هى وتنزل فى هذه الحفر بعد ان يجعل فى كل حفرة من الزبل مقدار فنيقة وتخفى اصول القرع فى ذلك الزبل مع اربعة اصابع من جسده او نحوها ويرد الزبل حوله دون ان يرد من التراب شىء لان التراب يضره، فاذا كمل غرسه سقى بالماء نحو ثلاث سقيات حتى يتخذ الفرع اصلا وينقى ثم ينقش نقشا خفيفا ثم يعطش ولا يسقى حتى تمتد غصونه ويرى انه محتاج الى الماء فيسقى عند ذلك ويتوالى عليه السقى ولا يكثر عليه بالماء فى صغره حتى يخدم خدمة جيدة وينقش نقشا حسنا ويحنى القرع ويضرب بنفسه فى الارض فعند ذلك يكثر عليه بالماء وان سقى فى كل يوم لم يضره بل ينفعه ويوافق القرع ماء النهر وبه ينور ويكثر عقده ويوافقه عن التنعم الكثير والغضارة لان ماء النهر فيه حروشة واذا سقى بماء الآبار الحلوة والعيون جاد واينع واشتغل لانه موافق له فى البرودة والرطوبة وهو نبات لا يصلح الا بالماء الكثير وهو الذى يغذوه لانه يشرب الماء شربا قويا ولذلك يحمل بطنا بعد بطن طول زمان الحر واتصاله
صفة اخرى فى زراعته: وهو انه يصنع الحوض على ما حددناه ويطبب بالزبل كما ذكرنا ثم يخط فى وسط الحوض خطا بطول ويكون فى عمق الخط اربعة اصابع لا اكثر من ذلك ثم يوخذ زريعة القرع وتغرس فى تلك الخط حبة امام اخرى يكون بين حبة واخرى نحو الشبر ثم يغطى الحب بالرمل فى ذلك الخط ويكون الرمل على الحب نحو ثلاثة اصابع ويترك كذلك فاذا همت الرطوبة بالخروج من الحبة وجدت التراب رخصا عليها فتدفع فيه ويقوم النبات سريعا ويندفع عنه مضرة الحيوان بهذا العمل وذلك مثل عروق الحلزوز وغير ذلك من مضار الحيوان فاذا نبت الفرع كله وتمكن وواظب عليه بالخدمة والنقش لا يزال كذلك حتى يبدأ الفرع بالغزل فاذا بدأ عمد الى الفرع وضم اليه التراب وغطى من اصله نحو الشبر فيصير كله من هدف فى هدف ويكون الفرع من ذلك الهدف فى وسطه وبهذا العمل يندفع عنه داء يعرف بالرجينة يقع فى اصل الفرع على وجه الارض فييبسه ذلك الداء وغيره وصار الفرع مصونا فى ذلك الهدف محجوبا عن الضرر تتخذ فيه اصولا غير الاصول التى كانت له اولا ويجرى الماء عند جوانب الهدف ومنه تشرب الاصول ولا ينقصها من غذائها شىء وهذا وجه جيد فى غراسة القرع وراعى فيه ما قلناه قبل هذا من التباعد والتقارب فى الارض الحرشا والارض الكريمة
Sayfa 132