============================================================
أو التصاق العرق، أو الحموضة، أو إفراط القيض؛ فإن الماء الكدر من ماء السئل إذا أقام فيها زمانا، وحلف فيها ترابا(1) كثيرا أصلحها، وكلما كان اكثر كذرا كان إصلاحه لها أكشر، وذلك أنه يغسل الأرض وتبردها إذا احتاحت إلى تبريد، ويخلف فيها ثرابا غريبا لطيفا عدبا؛ لأن الماء ليس يحمل من الثراب إلأ لطئفه ولبه، ويقويها إذا كانت ضعيفة أو رقيقة بذلك، ويقوم لها مقام الزبل المصلح.
وإن كانت مالحة غسلها من الملوحة برطوبته، وخلل ذلك عنها وأزاله بعذوبته، وطرد عنها حرارة الملوحة ببرده وإن كانت حارة، فهو أصلح لها خاصة من جميع العلاحات؛ لأنه يطفئ حدقا يبرده، وإن كانت مثتنة الريح، فالماء العذب والثراب الغريب الطيب الريح الذي يخلفه الماء الكدر فيها يختلط ها فيصلح ريحها، وإذا تكرر ذلك عليها سنة بعد سنة أزال النثن عنها.
وينبغي (2) إذا حفت أن تقلب، ويعمق قلبها، وتزئل ببعض الأزبال العذية والحلوة أيضا.
(1) الفلاحة النبطية: خلف فيها تقنا كتيرا أصلحها.
التقن: الطين الرقيق يخالطه حمأة.
والتقن أيضا: رسابة الماء وخثارته، وما يترك من طين وراءه.
(2) هذا القول في الفلاحة التبطية أيضا، ص 342.
31
Bilinmeyen sayfa