Modern Arap Düşüncesi: Fransız Devrimi'nin Siyasi ve Sosyal Yönlendirmesindeki Etkisi
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
Türler
4
وحارب الوزيرين المستنيرين عالي باشا وفؤاد باشا.
5
وفي هذا العهد أشرق نجم مدحت باشا، وهو أحد الأعلام الساطعين في الكفاح من أجل حكم الشورى في الشرق؛ وكان يتجه إلى الغرب بنظره الإصلاحي؛ وكانت الثقافة الفرنسية صلة الوصل بينه وبين الغرب؛ وكان عميق التأثر بمبادئ الثورة الفرنسية، إلا أنه، في الأغلب، كان يرمي إلى ملكية مقيدة بدستور ديمقراطي عصري لا إلى جمهورية، وإن يكن ظهر من خصومه من «يتهمه» بالجمهورية وتفكيك الدولة العثمانية وحب الاستقلال ببعض أجزائها.
ووفق مدحت باشا وأعوانه إلى خلع السلطان عبد العزيز وتولية السلطان مراد ليحكم بحسب دستور تقره الأمة. لكن عبد العزيز انتحر بمقراض لشدة غيظه. ولم يطل حكم مراد، فعهد بالسلطنة إلى عبد الحميد، والنية لا تزال معقودة على إعلان الدستور. وأعلن الدستور، إلا أن عبد الحميد ما لبث أن اتهم مدحت وأعوانه بقتل السلطان عبد العزيز، ودبر لهم محاكمة انتهت بإعدام مدحت. وهكذا استطاع السلطان عبد الحميد أن يتابع سيرة الأوتوقراطية العثمانية، واستبد بالأمور وبالغ في استبداده.
وقد سبق لنا أن رأينا تيار الفكر السياسي الحميدي كما مثله الدكتور شاكر الخوري «مفلسفا» ومجلببا بجلباب من «المنطق» و«القياس»، فما هو التيار الفكري المعارض الذي كان يمثله مدحت باشا وأعوانه ومفكرونا وأدباؤنا الذين نزعوا نزعته متأثرين بالثورة الفرنسية ومبادئها؟
من أقدم آثار هذا العهد كتاب بعنوان «محاكمة مدحت باشا»، عربه يوسف كمال حتاتة، وصدر تعريبه في مصر. وفيه نقرأ ما يوجهنا إلى فهم مذهب الأحرار المعارضين لعبد الحميد، ونلمس مدى تأثرهم بالثورة الفرنسية ومفكريها. يقول الكتاب:
الحرية تحدد للإنسان حدوده، وتعرفه موقفه في الهيئة الاجتماعية، وهي التي تفرق بين الإنسان وبين الحيوان؛ وهي التي أوصلت الحكومات المتمدنة إلى درجة الرقي ...
خلق الله الإنسان وخلق أعضاءه ، فهو مختار في استعمالها، حر في تصرفاته وحركاته وسكناته، له حق العمل كما يريد والتوجه إلى أي مكان يرى فيه مصلحة نفسه؛ وهذه هي الحرية الشخصية. ومع هذا فالإنسان يميز بواسطة العقل النافع والضار والحسن والقبيح. والعقل يختلف بين الناس، ولا يقدر الإنسان على الوقوف عند حده وعدم التجاوز على حقوق الغير؛ ولذلك فقد وجدت القوانين لوضع حدود للبشر وتعيين حقوق أفراد الشعب ... إلخ.
ولقد أثبتنا في باب النصوص من كتابنا هذا مقطوعة طويلة نقلناها عن كتاب «محاكمة مدحت باشا»، فإذا راجعها القارئ - ولا بد له من مراجعتها - وجدها أشبه بمنهج كامل كان أساسا فكريا بنى عليه أعلام مفكرينا وأدبائنا العرب؛ فكما كثر الالتفات في هذه المقطوعة (التركية) إلى «العدل، والمساواة، والحرية، والشعب، والحقوق، ومونتسكيو» - وفي ذلك ما فيه من أثر بين للثورة الفرنسية ومبادئها - كثر كذلك التفات أعلام مفكرينا وأدبائنا إلى هذه القيم والمذاهب في الحكم وإلى مونتسكيو وروسو والثورة الفرنسية ومبادئها.
Bilinmeyen sayfa