Modern Arap Düşüncesi: Fransız Devrimi'nin Siyasi ve Sosyal Yönlendirmesindeki Etkisi
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
Türler
ولا شك أن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم بأسه؛ لأن خوفه ينشأ عن علم وخوفهم ناشئ عن جهل، وخوفه من انتقام بحق وخوفهم عن توهم التخاذل، وخوفه على فقد حياته وسلطانه وخوفهم على لقيمات من النبات وعلى وطن لا يألفون غيره في أيام.
وكلما زاد المستبد ظلما واعتسافا زاد خوفه من رعيته ومن حاشيته وحتى من هواجسه وخيالاته. وكثيرا ما تختم حياة المستبدين الضعيفي القلوب منهم بالجنون.
ومن قواعد المؤرخين المدققين أن أحدهم إذا أراد الموازنة بين مستبدين كنيرون وتيمور مثلا يكتفي أن يوازن درجة ما كانا عليه من التحذر والتحفظ، وإذا أراد المفاضلة بين عادلين كأنوشروان وصلاح الدين يوازن مرتبتي أمنهما في قومهما.
لما كانت أكثر الديانات القديمة مؤسسة على مبدأي الخير والشر، كالنور والظلام، والشمس وزحل، والعقل والشيطان، رأت بعض الأمم الغابرة أن أضر شيء على الإنسان هو الجهل وأضر آثار الجهل هو الخوف، فعملت هيكلا مخصصا للخوف يعبد اتقاء لشره.
قال أحد المحررين السياسيين: إني أرى قصر المستبد في كل زمان هو هيكل الخوف عينه؛ فالملك الجبار هو المعبود، وأعوانه هم الكهنة، ومكتبته هي المذبح المقدس، والأقلام هي السكاكين ، وعبارات التعظيم هي الصلوات، والناس هم الأسرى الذين يقدمون القرابين.
ويقول أهل النظر في أحوال البشر: إن خير ما يستدل به على صفة السياسة في الأمم شنآن الملوك وفخامة القصور وعظمة الحفلات ومراسم التشريف.
يقولون إنه كذلك يستدل على عراقة الأمة في الاستبداد أو الحرية باستنطاق لغتها هل هي كثيرة ألفاظ التعظيم غنية في عبارات الخضوع كالفارسية مثلا، أم فقيرة في هذا الباب كالعربية.
والخلاصة أن الاستبداد والعلم ضدان متغالبان؛ فكل إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم وحصر الرعية في حالك الجهل، وكذلك بعض العلماء الذين ينبتون في مضايق صخور الاستبداد يسعون جهدهم في تنوير أفكار الناس. والغالب أن رجال الاستبداد يطاردون رجال العلم وينكلون بهم، فالسعيد منهم من يتمكن من مهاجرة دياره. وهذا سبب أن كل الأنبياء العظام، عليهم الصلاة والسلام، وأكثر العلماء الأعلام والأدباء النبلاء تقلبوا في البلاد وماتوا غرباء.
قال المدققون: إن أخوف ما يخافه المستبدون الغربيون من العلم أن يعرف الناس حقيقة أن الحرية أفضل من الحياة، وأن يعرفوا النفس وعزها والشرف وعظمته والحقوق وكيف تحفظ والظلم وكيف يرفع والإنسانية وما هي وظائفها والرحمة وما هي لذاتها.
أما المستبدون الشرقيون وخوفهم من العلم فأفئدتهم هواء ترتجف من صولة العلم وكأن أجسامهم من بارود والعلم نار؛ نعم، يخافون من العلم حتى من علم الناس معنى كلمة «لا إله إلا الله» ولماذا كانت أفضل الذكر، ولماذا بني عليها الإسلام؟ بني الإسلام بل وكافة الأديان على: لا إله إلا الله، ومعنى ذلك أنه لا يعبد حقا سواه؛ أي سوى الصانع الأعظم، ومعنى العبادة التذلل والخضوع، فيكون معنى لا إله إلا الله: لا يستحق التذلل والخضوع شيء غير الله، فهل والحالة هذه يناسب المستبدين أن يعلم عبيدهم ذلك ويعملوا بمقتضاه؟ كلا، ثم كلا.
Bilinmeyen sayfa