Fikir ve Tartışmalar
فكر ومباحث
Yayıncı
مكتبة المنارة للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
Yayın Yeri
مكة المكرمة
Türler
دخلت على معاوية بن حرب ... وذلك إذْ يئست من الدخول
وما نلت الدخول عليه حتى ... حللت محلَّة الرجل الذليل
وأغضيت الجفون على قذاها ... ولم أسمع إلى قال وقيل
يشير أنَّ الناس لاموه على احتماله ذلك الحجاب ولكنه أغضى عنهم، وذلك أن الناس ينتظرون من الشريف أن يترفَّع وينصرف كما انصرف أبو الدرداء عن باب معاوية، وقال ما معناه: «إن أغلق بابه فإن باب الله مفتوح».
واشتدَّ الحجاب بعد ذلك ولكن بقيت في الأمراء السليقة العربية، فنهى زياد حاجبه عن منع صاحب الحاجة، ورسول الثغر، وحاجب الطعام، وداعي الصلاة. وقال خالد القسْري لحاجبه: إِذا أخذت مجلسي فلا تحجبنَّ عني أحدًا، فإن الوالي لا يحتجب إلا لثلاث: عيب يكره أن يطَّلع عليه أحد، أو عيٌّ يخاف أن يظهر، أو بخل يكره معه أن يسأل شيئًا.
فلما آل الأمر إلى عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، ترك قصر الخلافة، أي الدار الخضراء (في موضع المصبغة الصفراء في القباقبية) وسكن في داره (السميساطية) وفتح بابه للناس كلهم.
فلما آلت الخلافة إلى بني العبَّاس، وأخذوا أساليب الحكم الفارسي، صار للحجابة قواعد وقوانين، وصار الحاجب من أركان الدولة (الأمين العام للقص). واشتهر من الحجَّاب جماعة كان لهم أثر ظاهر في سياسة الدولة كالربيع وولده الفضل، والمنصور في الأندلس الذي استبد بالملك وأنشأ دولة لبثت أمدًا، ونشأ عن ذلك شعر وحكم وقصص ملأت كتب الأدب، حتى أنه لو حاول أحد طلَّاب كلية الآداب إعداد رسالة (أطروحة) في (أدب الحجَّاب) لنال شهادة الدكتوراه.
ووقف الناس من هذا الحجاب مواقف.
منهم من كان يمثل النظرة الإسلامية التي تأبي الحجاب، وهم العلماء الذين كانوا يعظون الخلفاء دائمًا، ويبيِّنون لهم كراهية الإسلام لهذا الحجاب،
1 / 125