قالت: الطلاق؟
أجاب: نعم، وأنت تعلمين أن للطلاق شأنا في هذه الديار، وأي شأن، ويزعمون أن نصف ما يسمونه العالم المتمدن راغب في الطلاق للاقتران بالنصف الآخر.
فاضطربت وقالت: صدقت، فلا يسعفني شيء مثل الطلاق، ولكن لا بد له من سبب، وتلك المرأة التي أحتقرها لها سياج منيع من العفاف والصيانة فلا يمكن طلاقها.
قال: وما رأيك في برهان على أنها ليست كما تعتقدين؟
قالت: زدني بيانا. - إن الكونتة دي موري تعشق رجلا غير زوجها. - وكيف ذلك؟ وهل من برهان؟ - لولا وجود برهان دامغ لما كاشفتك بهذا الأمر. فمنذ أربعة أيام كنت خارجا من المنزل فأبصرت امرأة تمشي مستعجلة، وعرفت أنها الكونتة دي موري، فقلت في نفسي إلى أين تمضي؟ فتتبعتها حتى دخلت بيتا حقيرا في زقاق ضيق قذر، فلبثت فيه ساعتين، ثم خرجت وعيناها حمراوان، والظاهر أنها بكت كثيرا في أثناء هذه الزيارة.
قالت: تقول إن ذلك كان منذ أربعة أيام؟ أجاب: نعم.
قالت: إذا لم أكن مخطئة فإن الكونتة زعمت في ذلك اليوم أنها متألمة، ولم تجلس إلى مائدة العشاء.
أجاب: نعم، وفي صباح اليوم التالي خرجت من المنزل وفي يدها كيس صغير، فركبت مركبة إلى شارع «لابيه» ودخلت في حانوت الجوهري سميث، وفي اليوم التالي بعد الظهر، أعني في هذا اليوم، قصدت كنيسة سن جرمين، فهل تعرفينها؟ إنها من أجمل الكنائس. قالت: وماذا يعنيني من أمرها؟
أجاب: وأنا لا يعنيني أمرها أبدا، ولكنني رأيت الكونتة قد ذهبت إليها وانزوت في إحدى زواياها مع شاب يحمل رسائل غرامية، يظهر أنها خطيرة جدا، لأن فيها ما يمس أسرة الكونتة، وقد طلب منها ثمنها؛ مائة ألف فرنك.
قالت: وهل دفعت له الكونتة ذلك القدر الكبير من المال؟ ... أجاب: لا، ولكنها كانت قد وعدته ولم تنجز وعدها، فسخط وتوعدها، وظهر لي أنها رعبت من وعيده رعبا شديدا.
Bilinmeyen sayfa