فسخرت منى نفسى، وضحكت.. نعم ضحكت الملعونة ضحك السخر والزراية.. فكدت أجن، ولكنها لم تعبأ بذلك وذهبت تقول: «أين المدنية؟ سبحان الله العظيم! وهل المدنية تمنع أنك إنسان وأن شعورك بالمرأة هو نفس شعور جدك الأعلى الذى كان يسكن الكهوف والغيران؟ أو تخشى أن تغضبها بالتطفل عليها؟ فاعلم أن المرأة إنما يغضبها أن ترى الرجل بليدا جبانا.. هذه يدها على مسند الكرسى فضع يدك عليها. نعم لا تخف.. وماذا تخاف؟ إنها لن تأكلك، بل ستترك كفها تحت كفك وتنعم بملامستك لها ... أدن ساقك من ساقها.. انقل إليها بعض الحرارة التى فى جوفك. قرب فمك من خدها.. يا له من خد أسيل.. هل رأيت أحلى منه؟ دع أنفاسك تصافح هذا الخد. قد انتهى الفصل الذى لم تر منه شيئا وأضيئت الأنوار، فادع هذا البائع واشتر منه قطعتين من الشكولاتة المثلوجة وقدم لها واحدة وتبسم تبسم ياشيخ هل أنت قطعة من جليد القطب الشمالى».
ولكنى استحييت أن أفعل ما تشير به هذه النفس.. فظلت تقرعنى طول الفصل الثانى وتفسد على قصة «شيرلى».
وانتهت الرواية، فنهض الناس ونهضت.. وأولتنى الفتاة وجهها، فأفسحت لها لتخرج قبلى، فقالت «مرسى» فابتسمت ابتسامة عوجاء وتحركت شفتاى، ثم فتح الله على فقلت لسخافتى: «تفضلى» فابتسمت وقالت مرة أخرى: «مرسى» والخطوة الأولى هى الصعبة، كل شىء يسهل بعدها.. فلا غرابة إذا كنت وجدت لسانى الذى كأنما كانت به عقلة، فقلت لها: «أظن أننا جاران» قالت وهى تضحك: «أظن ذلك».
قلت: «إذا كان طريقك إلى البيت، فإن معى سيارة صغيرة تحملنى.. فإذا خربت حملتها أنا».
قالت: «أعرفها.. لا تطعن عليها.. رأيتك فيها كثيرا».
قلت: «سنجد السيارة ترقص» قالت: «ولماذا ترقص؟» قلت: «طربا.. ألست تثنين عليها؟ ليتنى أنا السيارة».
وفتحت لها بابها وقلت لنفسى وأنا أدور إلى الباب الآخر: «أرأيت؟ إن أساليب المتوحشين لا تصلح لهذا الزمان.. إنك نفس قديمة.. عتيقة».
فقهقهت اللعينة وقالت: «لولا درسى! على كل حال العبرة بالخواتيم».
الفصل السادس
البحث عن الذهب
Bilinmeyen sayfa