فأدرك مرادها، واطمأن قلبه وتشهد، وهز رأسه مرتاحا، ووسعه أن يبتسم وقال: «آه ... هذا ... لا بأس ... سأذهب وألبس جاكتتى وأعود إليك». فصرخت: «كلا. لا تتركنى وحدى» قال: «إذن تعالى معى.. نلبس جماعة».
وهم أن يتناول يدها ليعينها على الصعود فوق الصخرة، ولكنها تراجعت عنه فقال: «لا بأس ... أرانى صرت مثل المنبوذين الهنود الذين لا يلمسهم أحد..».
فرقت له ولكنها قالت وهى تخطو إلى جانبه: «أظنك وضعت هذا الثعبان بيدك إلى جانبى عامدا». فقال: «كيف يمكن؟ لقد كنت راقدا فى الناحية الأخرى».
فقالت: «وأظنك كنت ستنام» فقال معترفا: «أى والله كاد النعاس يغلبني».
قالت: «هذا ألعن». قال: «ولكنك أمرتنى أن أبقى هناك ولا أجىء».
قالت: «وتتركنى مع الثعبان»؟ قال: «لا تكونى متعنتة». قالت: «لن أجىء إلى هنا بعد اليوم».
فقال بضحك: «انتهى فصل الحمامات الشمسية» قالت: «بل انتهى شهر العسل».
فالتفت إليها وصاح بها: «إيه؟ شهر ال ... ال..».
قالت: «نعم شهر العسل.. ألا تعرف ما هو.. أنا وزوجى هنا فى الفندق وسنعود إلى القاهرة غدا ... واسمع، إن زوجى غيور جدا. أسرع ما يكون إنسان إلى إساءة الظن.. فاحذر.. ابق حكاية حواء والحية بينى وبينك».
قال: «تعنين بينى وبين نفسى» قالت بابتسام: «لا.. سنلتقى يوما..». قال: «متى؟.. طمئنينى» قالت: «متى أيقنت أن يدك لم يبق بها أثر من الحية..».
Bilinmeyen sayfa