اللهم احفظنا من كل سوء، وكيف جاء إلينا، والبحر يحيط بنا والسماء فوق رءوسنا؟
العراف :
ومن ذلك البحر وهذه السماء جاءكم، فهو ساحر يسبح فوق البحر آنا ويغوص في جوفه آنا، ثم هو يطير في الهواء بأجنحة كأنه من جماعة النسور.
السلطان :
ولكن لماذا أطلقوا عليه، أو أطلق على نفسه، هذا الاسم المركب الذي لم يألفه الناس اسما بين الأسماء؟ وهل سمعت - أيها القديس - باسم كهذا من قبل؟
العراف :
الذي أطلق عليه اسم «الغزو الثقافي» هو أنتم يا مولاي، هو أهل جزيرتكم فاستملح هو الاسم حين سمعه، واصطنعه لنفسه، وكأنه عده ضربا من التحدي فقبل التحدي، قذفتم له بالقفاز كما كان يفعل المتبارزون، فالتقط هو القفاز، هو في الأصل كان اسمه «ثقافة» فقط، وكان وهو بهذا الاسم البسيط في صورة بشرية من لحم ودم، فلما تحول على أيديكم وأيدي أهل الجزيرة، يا مولاي، من «ثقافة» إلى «غزو ثقافي» تحول كيانه تبعا لذلك، ليتم التطابق بين الاسم والمسمى، فتحول من صورته البشرية الأولى إلى صورته الشبحية الراهنة، وماذا كنتم تريدون له أن يفعل ما دمتم قد جعلتموه شيئا لا وجود له بينما هو موجود في دنيا الوقائع والحقائق.
السلطان :
ماذا تعني بهذا الكلام الغريب؟
العراف :
Bilinmeyen sayfa