ما أحياه الله فأحيوه ، وما أماته الله فأميتوه.
الخوارج :
ما القول في علي بعد التحكيم؟
ابن حباب :
إن عليا أعلم بالله، وأشد توقيا على دينه، وأبعد بصيرة.
الخوارج :
إنك لست تتبع الهدى، إنما تتبع الرجال على أسمائهم.
وبعد هذا الحوار المقتضب القصير دفعوه هو وزوجته إلى شاطئ نهر قريب، فأضجعوه، فذبحوه، ثم اتجهوا إلى امرأته الحبلى، فبقروا بطنها.
وكانت تلك الفظاظة والفظاعة وقسوة القلب وغلظة الكبد، هي أيضا باسم الدين، كالذي حدث لك في مأساتك يا هيبا شيا.
إن رسالات السماء يا فتاتي إنما نزلت رحمة للعالمين، لكنه الإنسان وما يكمن في صدره من غرائز الحيوان، هو الذي يضيق به الأفق فلا تقوى طبيعته على حمل الرسالة حتى وهو مؤمن بها فيما يظن، فالجماعة التي اغتالتك على نحو ما فعلت، ربما جاءت لتتربص بك، بعد أن أدت شعائر الصلاة في الكنيسة، إذ تقول رواية التاريخ، إن القديس كيرلس، راعي كنيسة الإسكندرية وقتئذ، كان هو مدبر الاغتيال، صادرا في تدبيره ذاك عن إيمانه الديني كما صورته له روح التطرف، وكذلك كان الخوارج الذين فتكوا بالصحابي الورع عبد الله بن حباب، يصدرون في فعلتهم عن إيمانهم الديني كما صورته لهم روح التطرف، فالعلة - إذن - يا هيبا شيا هي في التربية الدينية وعلى أي صورة ينبغي أن تكون.
Bilinmeyen sayfa