============================================================
الفن الثالث في رياضة اليدين لذلك اعلم ان لكل قوم فى هذه الآلة مذهبا ليس [121 و) هو لغيرهم، واختلافهم فى ذلك كاختلافهم فى سائر الاشياء ، ألا ترى ان بين العرب والروم والفرس والخزر والحبشة وجميع الناس الاختلاف فى خلقهم وعقولهم وارائهم وشهواتهم وجميع مذاهبهم ؛ وذلك : لاختلاف بلدانهم وأهوائها ومياههم وتمارها ، وقد ذكر المنجمون أيضا : ان العلة في هذا الاختلاف مطالع النجوم وانفراد كل كوكب بقوم دون قوم: ومذهبهم أيضا فى هذه الآلة على هذه السبيل ، وذلك : ان مذهب الفرس فيها استعمال الحفة والسرعة بعد وقوفهم على طرقهم المعلومة عند حذاقهم - اذ هى لهم شبيهة بالاصول - كالنسيم والايزن والاسفراس والسنبان والنيزوزي والمهرجاني [كذا) وغيرها مما يطول شرحه ووصفه، ومذهب الروم أيضا في الالحان الثمانية " الاسطوخسية، التى ليس شىء مما يترنم به غناء كان آم غيره - الا وهو داخل فى أحدها : وكذلك أيضا مذهب العرب فى التنقل بالضرب اللاثق بغنائهم كاصولهم الثمانية - أعني الثقيل والحفيف والهزج وغيرها - اذ كان اكثر ما يتفتون به داخلا فيها وكذلك أيضا للسغد فيها مذهب على سبيل لفتهم وألحانهم، وكذلك النرك والديلم والخزر وجميع الالسن : غير ان جميع المذاهب التى [ 121 ظ) لجميع القوم هى من الالحان الثمانية الرومية التى ذكرناها ، وذلك انسه ليس شىء من المسموعات خارجا عن احدها أكان ذلك صوت اتسان أو صوت غيره من الحيوان، كصهيل الفرس وتهيق الحمار وصياح الديك، وكل ما كان خاصا من صنوف الصياح
Sayfa 30