أنتما مزوران بالميزان الأدبي الصحيح، أغويتم المؤرخين حتى وضعوكما في جماعة الأدباء، مع أن أحدا منكما لم يكتب لا القصة ولا المسرحية، ماذا تقول في ذلك يا فرنسيس؟
بيكون :
لعل سيادة القاضي يعلم عني أنني رجل يبدأ معالجة القضايا بالجانب السلبي لينهي تلك المعالجة بعد ذلك بالجانب الإيجابي من القضية المطروحة، وأستأذن سيادتكم في الرد على سؤالكم بهذا الترتيب نفسه؛ فمن الناحية السلبية يا سيادة القاضي، أقول: لو صح معياركم لما كان للإنجليز أدب قبل القرن الثامن عشر، ولما كان لكم أنتم - وأعني الأمة العربية - أدب قبل القرن العشرين.
القاضي :
كيف ذلك، ألم يكن في إنجلترا أدب قصصي وأدب مسرحي قبل ذلك؟ اترك الحديث عن الأمة العربية، فغيرك من العرب أقدر منك على ذلك.
بيكون :
صحيح أن الأدب المسرحي قديم في التاريخ، وأما القصة يا سيادة القاضي فلم يكن لها وجود قبل صموئيل رتشاردسن في منتصف القرن الثامن عشر، كانت أول قصته بالمعنى الصحيح هي قصته «باملا، أو الفضيلة تلقى جزاءها»، لكن كان هنالك - برغم ذلك - أدب إنجليزي يتمثل في أشكال مختلفة، منها المقالة الأدبية.
القاضي :
أتريد أن تجعل المقالة ضربا من الأدب؟
بيكون :
Bilinmeyen sayfa