ولكم مع ابتهاجي بكل ما تقولون تحية وسلام.
مصر الجديدة، غرة ربيع الأول 1362 (7 / 3 / 1943)
أمين الخولي
وليس من شك في أن أي مظهر من مظاهر التعاون هو ما يقوم بين أجيال المشتغلين بصناعة الفكر، وقد جرت عادة المحدثين أنه إذا تهيأت أسباب الظهور لأحد أبناء الجيل الجديد، طلب إلى شيخ من شيوخ الصناعة أن يقدمه إلى الناس؛ بالإعلان عن كتبه، والكشف عن مواهبه.
ولكن شيخنا آثر - وهو يؤمن بأن نهضتنا تجديد لا تبديد - أن نعود إلى سنة السلف الصالح؛ فيقدم أبناء الجيل ما تلقوه عن شيوخهم من الرسائل والأمالي والدروس.
وها أنا ذا أقدم إلى قراء العربية بعض أمالي شيخنا الجليل أمين الخولي «في الأدب المصري».
ولست في حاجة إلى التعريف بشيخنا؛ فقد كان مقولا من مقاول النهضة، ورائدا من الرواد في الأدب، ورسولا أمينا من رسل مصر. وهو إلى جانب هذا كله أصولي ثبت، ومناظر قوي الشكيمة، ومعلم يضبط المناهج ويقوم الأذواق.
وهذه الأمالي قسمان:
الأول:
في إقليمية الأدب وتطبيقها على الأدب العربي الإسلامي، مع الدعوة إلى تحرير الدراسة الأدبية من رق التقسيم الزماني الذي نقله بعض رواد النهضة عن الغربيين.
Bilinmeyen sayfa