Fatımi Mısır Edebiyatı Üzerine

Muhammed Kamil Hüseyin d. 1380 AH
97

Fatımi Mısır Edebiyatı Üzerine

في أدب مصر الفاطمية

Türler

وقال الأستاذ محمد رضا مدور «بك»: «إذا أردنا أن نقارن ابن الهيثم بعلماء عصرنا الحاضر، فلا أكون مغاليا إذا اعتبرت ابن الهيثم في مرتبة تضاهي مرتبة العلامة أنيشتين في عصرنا هذا.»

27

ويقول الأستاذ الدكتور مشرفة «باشا»: «المطلع على كتاب ابن الهيثم في حل شكوك إقليدس، يلمس فيه دقة المؤلف في التفكير، وتعمقه في البحث، واستقلاله في الحكم، كما يتضح له صحة إدراك ابن الهيثم لمكان الهندسة الإقليدسية من العلوم الرياضية، على أنها دراسة منظمة للعلاقات والمقادير المكانية من ناحية كونها علاقات أو مقادير، وبغير نظر إلى ما يمكن أن تدل عليه من موجودات. فابن الهيثم في هذا الكتاب رياضي بحت بأدق ما يدل عليه هذا الوصف من معنى، وأبلغ ما يصل إليه من حدود.»

28

فهذا كله قول مختصين يستطيعون الحكم على مكانة ابن الهيثم في العلوم الرياضية والطبيعية، ولكن ابن الهيثم كان في مصر الفاطمية، فوجدت تعاليمه وآراؤه ما وجدت مصر الفاطمية كلها، بسبب تعصب من أتى بعد الفاطميين، وقد لاحظ الأستاذ ديبور إهمال العلماء له، فقال: إنه لم يكن لدعوة ابن الهيثم ثمرة كبيرة في الشرق، ولا يعرف من تلاميذه غير واحد يعد من الفلاسفة هو أبو الوفاء مبشر بن فاتك القائد.

29

ولكني أرى خلاف ما رآه ديبور ، فقد كان لابن الهيثم تلاميذ كثيرون، وإنهم حافظوا على تعاليمه ودعوته، ولكن كما قلت كان التعصب الديني عند الأيوبيين والعباسيين قويا، حتى إنهم لم يفرقوا بين عقيدة الفاطميين أعدائهم وبين العلوم الرياضية، فكل من اتصل بالفاطميين فهو من زمرتهم، وكل عالم من علماء مصر الفاطمية متهم بالخروج عن الدين، ويجب أن تحرق كتبه، ولا تتبع تعاليمه. هذا ما حدث لابن الهيثم وغير ابن الهيثم من العلماء.

أما مبشر بن فاتك الذي ذكر أنه تلميذ ابن الهيثم، فهو الأمير محمود الدولة أبو الوفاء المبشر بن فاتك، وكان من أعيان أمراء مصر وأفاضل علمائها، دائم الاشتغال، محبا للفضائل والاجتماع بأهلها ومباحثاتهم والانتفاع بما يقتبسه من جهتهم، وكان ممن اجتمع به منهم، وأخذ عنه كثيرا من علوم الهيئة والعلوم الرياضية أبو علي محمد بن الهيثم.

30

ويقول أمية بن أبي الصلت: إنه أدرك أبا الوفاء، وأخذ عنه شيئا من المنطق، وتخصص به، وتميز عن أضرابه، وإن أبا الوفاء أدرك أبا كثير بن الزقان تلميذ أبي الحسن علي بن رضوان، وقرأ بعض كتب جالينوس، ثم نصب نفسه لتدريس جميع كتب المنطق، وجميع كتب الفلسفة الطبيعية والإلهية، وشرح بزعمه وفسر ولخص.

Bilinmeyen sayfa