208

Modern Edebiyat Üzerine

في الأدب الحديث

Türler

لو كان هذا الدهر يقبل فدية ... بالنفس عنك لكن أول فاد # ثم يذكر وفاءه لها، ولعله بذلك يسوغ رثاءه لها على الرغم من شهرته بالجلد والشجاعة, ولأنه لم تجر العادة بأن يرثي الشعراء زوجاتهم إلا في النادر؛ ولعل ظرف البارودي، وبعده في المنفى عن أهله وأولاده، ورعاية هذه الزوجة لهؤلاء الأولاد هو الذي حز في نفسه، وتذكر أيامه الطيبة السعيدة في عش الزوجية بوطنه الحبيب، كما أنه كان يتخيل أن كل كارثة تحل بهم تشمت به الأعداء فيزيد ذلك من لوعته, قال:

جزع الفتى سمة الوفاء، وصبره ... غدر يدل به على الأحقاد

ومن البلية أن يسام أخو الأسى ... رعي التجلد وهو غير جماد

وإذا عددت مراثيه وجدته رثى أصدقاؤه الأدباء الذين كانت بينهم وبينه آصرة محبة ووداد، وتقدير وتفاهم، مثل: أحمد فارس الشدياق، وعبد الله فكري، وحسين المرصفي, ووجدته رثى أولاده، وزوجته، ورثى والده، وإن كان قد توفي وهو صبي كما عرفنا، ولذلك جاء رثاؤه لوالده خاليا من العاطفة فيه كثير من الفخر، ليس فيه تفجع الحزين، ولا حسرات الفراق، وبه كثير من المبالغات غير المقبولة، وفيه يقول:

لا فارس اليوم يحمي السرح بالوادي ... طاح الردى بشهاب الحرب والنادي

مات الذي ترهب الأقران صولته ... ويتقي بأسه الضرغامة العادي

جف الندى، وانقضى عمر الجدى وسرى ... حكم الردى بين أرواح وأجساد

المدح:

Sayfa 228