200

Modern Edebiyat Üzerine

في الأدب الحديث

Türler

وقد يفطن أحيانا إلى أن المرأة بها من أنواع الجمال غير هذه السمات المادية فقال:

تركتني من غمرات الهوى ... في لج بحر الردى زاخر

أسمع في قلبي دبيب المنى ... وألمح الشبهة في خاطري

وقد وفق البارودي في البيت الثاني أيما توفيق، على أن معظم نسيب البارودي من الشعر القديم، وقد وفيناه نعتا فيما سبق.

د- الهجاء:

والهجاء نوعان: شخصي وهو ما درج عليه معظم شعراء العربية، واجتماعي، ويراد به ذلك الهجاء التهكمي الذي يقصد إلى تجسيم عيب من عيوب المجتمع وتصويره في أبشع صورة رغبة في الإصلاح، وقد يتمثل هذا العيب الاجتماعي في شخص من الأشخاص؛ فيهجوه الشاعر, ويبرز ذلك العيب فيه بشكل يسترعي انتباه القارئ أو السامع، وليس الشخص مقصودا لذاته في مثل هذا النوع من الهجاء، وإنما المقصود هو هذه السوأة الاجتماعية، وقد لجأ شعراء الغرب إلى التمثيل يصورون فيه هذه المثالب الإنسانية العامة، ويجسمون العيوب تجسيما يحمل الشعب على الاشمئزاز منها والبعد عنها؛ كما فعل شكسبير في رواياته الكثيرة, وكما فعل موليير في هزلياته.

وقد وجد في شعر البارودي نوعا الهجاء: الشخصي والاجتماعي، وأكثر من النوع الاجتماعي على غير عادة شعراء العربية، فهو يشكو الناس ونفاقهم وظلمهم وغدرهم، ويصور قومه ويعدد عيوبهم، ويحرضهم على إصلاح تلك العيوب, وقد مرت بنا نماذج من النوعين؛ فقصيدته التي يدعو فيها لنفسه ويعدد محاسنه وينعى على مواطنيه صفاتهم وخمولهم والتي يقول فيها:

Sayfa 220