113

فدائيون من عصر الرسول

فدائيون من عصر الرسول

Yayıncı

دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Yayın Yeri

الاردن

Türler

فعلته قريش به وبالمسلمين عندما حاصرتهم في شعب أبي طالب وقاطعتهم مقاطعة شاملة حتى إن المسلم ليأكل ورق الشجر اليابس من شدة الجوع، وكفار قريش ينعمون بما لذ وطاب دون أن يثير الرحمة في أفئدتهم ما يسمعونه من صراخ أطفال المسلمين من شدة الجوع، وما يترامى إلى أسماعهم من وطأة الحال على المسلمين وكلهم يمنون لهم بصلة القرابة أو النسب أو الولاء!
قد يكون الرسول تذكر هذا أو بعضه، ولكنه لم يثر فيه نوازع الانتقام أو التشفي، لأنه – ﵇ – نبي الرحمة، بل أثار في نفسه كل العواطف الإنسانية ووجدها مناسبة يتألف بها قريشًا، فأوقر قافلة تمر عجوة وأمر عمرو بن أمية أن يوصلها إلى أبي سفيان بن حرب في مكة.
وقبل أبو سفيان الهدية ووزعها في أحياء قريش وشكر لرسول الله ما صنع ولعمرو بن أمية ما تكلفه من جهد، وأهدى لرسول الله أدمًا مما اشتهرت به مكة وأرسلها مع عمرو بن أمية.
* *
رسول إلى الحبشة:
كان المهاجرون في الحبشة يتابعون أخبار إخوانهم الذين ثبتوا في مكة. ولما علموا بهجرتهم إلى يثرب جلسوا ينتظرون أمر رسول الله ﷺ لكي يلحقوا بهم، ولكن

1 / 118