Faysal Birinci: Seyahatler ve Tarih
فيصل الأول: رحلات وتاريخ
Türler
أراد فيصل ذات يوم أن يتحقق مقدار النكبة، فأمر أحد رجاله أن يقف على ربوة ويصيح: «العدو، العدو! دونكم العدو!» فرددت الصيحة في الخيام، وما استطاع أن ينهض للقتال غير خمسمائة من سبعة الآلاف، فشكر الله ألا عدو هناك.
ولكنه، بعد أن زال الحر، تمكن من الزحف على أبها، فأخرج الجيش الإدريسي منها، ثم عاد الأدارسة فاستولوا عليها. ما انتصر في تلك الحملة - والحق يقال - غير الملاريا، التي كان فيصل أشد أسرائها ضنكا وأكثرهم وهنا، فعاد محمولا في كرسي إلى مكة، وقد لزمه أثر هذه الحمى طويلا، فأضعفه وهد من قواه.
ومما كان من نتائج تلك الحملة أن شؤمها سبقه إلى بيته واحتل زاوية منه، ذلك أنه شاع في الحجاز، عندما جاءت أخبار الحملة، أن الحمى أودت بحياة فيصل، وبلغت الإشاعة بيته، فذعرت ابنته الصغيرة ووقعت على رأسها، فأورثتها الصدمة شللا أقعدها، وما نجع فيه علاج الأطباء. •••
وفي السنة التالية انتخب فيصل نائبا عن جده في مجلس المبعوثان، فعاد إلى الأستانة، وكان ذلك أول عهده في السياسة، فجلس مع النواب العرب، وما قاوم رجال الحكومة. وقد تكررت سفراته بين مكة والأستانة، دون نتيجة تذكر. ما لمع فيصل في مجلس المبعوثان، ولا برز بين من كانوا يديرون يومئذ شئون الدولة ويفسدونها، بيد أنه انتمى إلى الحزب العربي، وظل من الموالين للدولة، بل كان في بداءة أمره يقول بوجوب التفاهم بين الترك والعرب، وبالحكم اللامركزي.
وقامت الحرب العظمى، ودخلت تركيا الحرب، وكان الشريف فيصل في سوريا مع جمال باشا، يواصل سعيه في سبيل قومه وسبيل دولته. وكان في الوقت نفسه رسولا بين والده وجمال، وهو الذي بلغه احتجاج الحسين على إعدام زعماء العرب.
الأمير فيصل في الحرب
عندما زار أنور باشا المدينة المنورة في طلائع سنة 1916، سافر في معيته من سوريا وفد من العلماء، بينهم شاب عربي يناهز الثالثة والثلاثين من العمر؛ خصه رئيس الوفد الشيخ أسعد الشقيري بالذكر لدى معالي الوزير، قائلا: «مما يثبت لكم تعلق الموحدين ومكانتكم في قلوبهم أنه بمناسبة هذه الزيارة وجد في معيتكم من آل الرسول
صلى الله عليه وسلم
الأمير فيصل نجل أمير مكة المكرمة.»
وكان الإنكليز قد باشروا باسم الأحلاف مفاوضة أمير مكة يومئذ، الملك حسين اليوم، لينهض بالعرب على الأتراك، فبعث جلالته يعتذر لأنور على عدم تمكنه من زيارته في المدينة المنورة، وأرسل سيفين مرصعين بالحجارة الكريمة هدية منه إليه وإلى رفيقه جمال باشا .
Bilinmeyen sayfa