Faysal Birinci: Seyahatler ve Tarih
فيصل الأول: رحلات وتاريخ
Türler
أما السر برسي كوكس والمس بل، صديقاه الوفيان، فحسبهما نور طلعته وحلاوة مبسمه. فما كان يرى من حاجة إلى الأمثال والنوادر التاريخية ليزيل من «تشريفهما» ما قد تخلله من مرارة الواجب. نعم، لقد كان من الواجب عليهما أن يزوراه، وكانت المس بل تشرف غالبا كل يوم لتنير ذهنه، أو لتبلبله بما كان يدور ويحور، ويطفو ويغور، في ذهن صاحب المعالي الأكبر، المستر تشرشل. ومما كان ينبغي أن يذكر للنقيب بالحمد والثناء أنه لم يقبل أن يرأس الوزارة الثانية إلا بعد أن تعهدت دار الانتداب بتعديل المعاهدة.
وكان الانتداب شبح المعاهدة المخيف، لا في نظر العراقيين فقط، بل في نظر الإنكليز أيضا، وكانت الحكومة البريطانية تحاول أن تصبغ الشبح بالصباغ الزاهي ليلتئم وألوان المعاهدة الجديدة. فقد صرحت بقصدها؛ وهو أن المعاهدة لا تقوم مقام صك الانتداب، بل تدخل في صلبه وقلبه فتصلحهما.
استمرت وزارة المستعمرات تعلل نفسها بالآمال، وهي واثقة أنها تستطيع أن ترضي عصبة الأمم بما تخترعه وتلونه من الألفاظ، مستعينة بأقطاب القانون فيها، فتقضي على المخاوف والأشباح كلها.
وهاكم المادة السادسة برهانا على ما يقول المستر تشرشل، إن في هذه المادة من المعاهدة «يتعهد صاحب الجلالة البريطانية أن يستخدم نفوذه لإدخال العراق في عصبة الأمم بأسرع ما يمكن.» خلال مدة المعاهدة وهي (المادة 18) عشرون سنة. بأسرع ما يمكن خلال عشرين سنة! إن الله مع الصابرين، وعندما يصير العراق عضوا في العصبة، كما جاء كذلك في المادة السادسة، تبطل المعاهدة - الفعل لازم - تنتهي حتما وتماما.
على أن هناك شروطا أخرى:
أولا:
أن توقع المعاهدة.
ثانيا:
أن يكون للعراق دستور أساسي.
ثالثا:
Bilinmeyen sayfa