Felsefe ve Müzik Sanatı

Fuat Zakariya d. 1431 AH
130

Felsefe ve Müzik Sanatı

الفيلسوف وفن الموسيقى

Türler

ومن ذلك انتهى شوبنهور إلى أن الموسيقى قادرة دون شك بوسائلها الخاصة «على التعبير عن كل حركة للإرادة، وكل شعور، ولكننا بإضافة الكلمات نتلقى، إلى جانب هذه، موضوعات هذه المشاعر والدوافع التي أثارتها.»

15

وكما أن الكلي يمكن أن يتمثل في موضوع يجسده، بلغة الفلسفة، فكذلك يمكن أن يندمج المضمون الغامض للموسيقى، في أي لحن، بالمعنى العيني لكلمة مثل الشعور.

ولقد أعلن ريشارد فاجنر

Richard Wagner (1813-1883م) ولاءه ظاهريا لهذه الفلسفة في الموسيقى، غير أن من السذاجة الاعتقاد بأن فاجنر، الذي حاول إدماج الفنون بمزج النص باللحن، ثم وضع هذا كله في مقابل أوركسترا هائل في ضخامته، كان يأخذ آراء أمير التشاؤم (شوبنهور) مأخذ الجد؛ فأساس فلسفة شوبنهور الموسيقية هو الاعتقاد بأن اللحن له الحق في أن يوجد بذاته، مستقلا عن النص والأحداث التي تدور على خشبة المسرح. أما فاجنر فقد اعترض بشدة على هذه الفلسفة كما مارسها الإيطاليون، ومن هنا كان غير متسق مع ذاته عندما قبلها عند شوبنهور.

ولقد كان الفيلسوف الذي أدرك بوضوح ما في موقف فاجنر هذا من التناقض هو فريدرش نيتشه

Friedrich Nietzsche (1844-1900م) غير أن نيتشه ذاته قد وقع في تناقض صارخ عندما حمل على الرومانتيكية ووصفها بالانحلال، في الوقت الذي كانت فيه آراؤه الجمالية في الموسيقى لا تقل تمشيا مع العصر الرومانتيكي في الموسيقى عن آراء شوبنهور؛ فهو كذا الأخير يرفع قيمة اللحن فوق الكلمة المنطوقة، ويقول في لهجة تذكرنا بهيردر إلى حد ما: «علينا أن ننظر إلى الأغنية الشعبية على أنها المرآة الموسيقية للعالم، وعلى أنها اللحن الأصلي، باحثا لنفسه عن ظاهرة حالمة موازية، ومعبرا عنها في الشعر. وعلى ذلك فاللحن له الأولوية، وهو كلي شامل؛ وبالتالي فهو يقبل تعبيرات موضوعية تختلف باختلاف النصوص التي تضاف إليه.»

16

وهو يواصل كلامه قائلا: «إن مناقشتنا كلها تنصب على تأكيد أن الشعر يعتمد على روح الموسيقى مثلما أن الموسيقى، في سيادتها المطلقة، لا تحتاج إلى الصورة والمفهوم، وإنما «تقبلهما» فقط، بوصفهما عنصرين مصاحبين لها؛ فليس في وسع قصائد الشاعر الغنائي أن تعبر عن شيء لم يكن من قبل كامنا في ذلك الطابع الكلي المطلق للموسيقى، الذي دفعه إلى التعبير المجازي. ومن المستحيل أن تعبر اللغة تعبيرا كافيا عن الرمزية الكونية للموسيقى؛ لأن الموسيقى ترتبط في علاقة رمزية بالتناقض الأصلي والألم الأصلي في قلب الوحدة الأولى؛ وبالتالي فهي ترمز إلى مجال يتجاوز كل الظواهر ويسبقها. والأصح أن نقول إن كل الظواهر ، بالنسبة إليها، هي مجرد رموز. ومن هنا فإن اللغة بوصفها أداة الظواهر ورمزها، لا يمكنها بأية حال أن تعبر عن الأعماق الباطنة للموسيقى. وكل ما تقدر عليه اللغة، عندما تحاول محاكاتها، هو أن ترتبط بها ارتباطا سطحيا، على حين أنه لو اجتمع للشعر الغنائي كل ما في الدنيا من فصاحة. فلن يقربها منا خطوة واحدة.»

17

Bilinmeyen sayfa