وصف جيورج فلهلم فريدريج هيجل
G. W. F. Hegel (1770-1831م) الموسيقى بأنها فن الشعور والحالة النفسية اللذين يؤديان إلى إثارة أنواع لا حصر لها من المشاعر والحالات النفسية. وكانت الموسيقى في نظره «الفن الثاني الذي يحقق النمط الرومانتيكي، مع التصوير وفي مقابله ...»
1
وهو ينبئنا، مثل أرسطو بأن الأنغام أقدر من الألوان بكثير، وأن السمع أكثر مثالية من الإبصار،
2
إذ إنه «في الأنغام الموسيقية يتردد ويتجاوب النطاق الكامل لمشاعرنا وانفعالاتنا التي لا يكون موضوعها قد تحدد بعد .»
3
وإنا لنجد للفنون التشكيلية والتصويرية وجودا مستقلا في المكان، يتمثل في النحت أكثر مما يتمثل في التصوير؛ إذ إننا نرى الأول على أنه شيء خارج عنا. أما الموسيقى فليست لها هذه الموضوعية في المكان؛ إذ إن ماهيتها الباطنة تتألف من الإيقاع ذاته «... ولما كانت هذه الموضوعية الخارجية تختفي في الموسيقى، فإن انفصال العمل الفني عن متذوقه يختفي بدوره. وعلى ذلك، فإن العمل الموسيقي يتغلغل في الأعماق الباطنة للنفس، ويندمج في ذاتيتها اندماجا لا ينفصم.»
4
ويضيف هيجل، بطريقة أفلاطونية خالصة، أن لهذه الصفة الإيقاعية في الموسيقى تأثيرا فريدا في النفس، حتى إن لها في الانفعالات البشرية تأثيرا مباشرا يفوق تأثير أي فن من الفنون الأخرى. وبعد ذلك تكون مهمة الشعر هي وضع كلمات للأصوات، وأفكار للمشاعر، وتصورات للتأثرات النفسية، بحيث إن ما كان غامضا غير محدد المعالم في الموسيقى يغدو أوضح وأعظم تحددا عن طريق لغة الشاعر.
Bilinmeyen sayfa