في أربعة مجلدات، وتولى ما ينقله ببعض الاختصار، ولم يزد شيئًا في المعلومات التاريخية والأخبارية، وإنما زاد في بعض المختارات الشعرية، وأكثر منها بشكل واضح في بعض التراجم (١)؛ وحاول حقًا إلا يكرر ما أورده ابن خلكان من تراجم، إلا أن ذلك لم يكن مطردًا دائمًا.
ويبدو أن الكتبي كان يصنع كتبه بالاتكاء على مؤلفات معاصريه من مؤلفي الموسوعات، فقد ذكر حاجي خليفة أيضًا أنه في «عيون التواريخ» يتتبع في الغالب ابن كثير، «ولا سيما في الحوادث، وكثيرًا ما ينقل منه صفحة فأكثر بحروفه» .
متى ألف الكتبي كتاب الفوات؟: في آخر نسخة الفوات التي كتبها المؤلف أن العمل قد تم سنة ٧٥٣؛ إن هذا التاريخ إن لم يكن تاريخًا لتأليف الكتاب فإنه يعد تاريخ الصورة النهائية التي اعتمدها مؤلفه وارتضاها (٢)، وربما أنه يتكيء على الصفدي في ما نقله، فإن هذا التاريخ يشير إلى أن الصفدي نفسه كان قد انتهى من تأليف كتابه قبل ذلك العام.
تحقيق كتاب الفوات:
لم يكن في نيتي أن أعيد النظر في هذا الكتاب لإيماني بأن التوفير على نشر ما يزال مطويًا من التراث أجدى من إعادة تحقيق ما قد نشر، وخاصة وأني كنت أجد المطبوعات وافية بالمطلولب (٣)، حتى اطلعت على نسخة منه بخط
_________
(١) عرضت الفوات على نسخة من «تجريد الوافي» فوجدت التراجم مشتركة بين الكتابين وتؤكد الأجزاء المطبوعة من الوافي (١ - ٩) مدى اعتماد الكتبي على الصفدي.
(٢) ربما كان الإختلاف الذي سأشير إليه فيما يلي بين المطبوعة والمخطوطة ناجمًا عن قيام المؤلف بالتعديلات على مر الزمن في كتابه، كما فعل ابن خلكان، وإن كنت استبعد هذه المقايسة، لأن المؤلف لا يتعدى الصفدي بينما جمع ابن خلكان مادته من عشرات المصادر
(٣) أشير هنا إلى الطبعة التي صدرت بعناية الشيخ محيي الدين عبد الحميد ﵀، في جزءين كبيرين (القاهرة ١٩٥١) فقد بذل فيها جهدًا طيبًا، معتمدًا على طبعتين صدرتا في مصر قبل ذلك. وقد اشار في مقدمته إلى اتكاء ابن شاكر على الصفدي.
1 / 3