Favâid-i Revziyye

Kadı Said Kummi d. 1107 AH
85

Favâid-i Revziyye

التعليقة على الفوائد الرضوية

معنى قوله بينا أنت 151 فائدة إلا في المبدأ القيوم تعالى شأنه، فإنه هو

~~هو لا غيره.

على هذا التحقيق الذي لا أظنك تظفر به في غير هذه الأسطر، فقوله عليه

~~السلام: " بينا أنت أنت "، على الحقيقة وقوله: " صرنا نحن نحن " إنما

~~التكرار فيه بمجرد المشاكلة والمقايسة بالكلام الأول، لأن صيرورة الشيء شيئا

~~إنما هو مفاد الجعل المركب، وهو مستحيل قطعا، وفي " الصحيفة السجادية ":

~~(إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي عنك وأنت أنت) (1) وذلك يعاضد

~~ما قلنا، إذ معناه أن قولي واعتقادي " أنا أنا " إنما يوجب أن يكون لي ذات

~~دونك قائمة بنفسها، ومع ذلك فكيف يسعني أن أدعوك وافتقر إليك، ومن أين تكون

~~لي الحاجة إلى أن أطلبك، فإن ذلك يشعر باستغنائي عنك، ثم لما نفى عليه

~~السلام عن نفسه ذلك قال: " وكيف أقطع رجائي عنك وأنت أنت " أي هذا الحكم ما

~~ينبغي إلا لك ولا يشركك فيه أحد غيرك، لأنك أنت القائم بذاته القيوم لما

~~سواه، فلأي شيء لا أدعوك، وكيف يسعني أن أقطع رجائي عنك والكل منك وبك ولك

~~وإليك.

ومما قلنا يتصحح أيضا سر ما نقل عن جبرئيل في ابتداء خلقه، حيث سأله الله

~~أكثر من مرة من أنا ومن أنت؟! ويجيب كل مرة مخاطبا لله بقوله: أنت أنت وأنا

~~أنا، فيحترق بسطوات الكبرياء، ويسقط من سماء القرب أبعد مما بين هذه الأرض

~~وتلك السماء إلى أن ظهر مغيث النفوس والأرواح في عالم الأنوار والأشباح،

~~مولى الكونين، وإمام الثقلين مولانا علي عليه السلام، فعلمه بأن يقول في

~~الجواب: أنت الملك الجليل وأنا العبد الذليل جبرئيل، فلما قال ذلك تخلص من

~~الاحتراق بنار البعد والفراق (2).

فاحتفظ بذلك التحقيق فإنه من مشرب رحيق.

Sayfa 151