44

Favâid-i Revziyye

التعليقة على الفوائد الرضوية

ولنعرض صفحا عن ذكر ما فيه من الأسرار، ونجعلها تحت الأستار، عسى الله أن

~~يكشفها للبلغ الأحرار.

وأما العقلي: فلما تقرر عندنا بفضل الله، وعند أفاضل القدماء (1) وشرذمة

~~من المتأخرين (2) وقليل من الآخرين (3) من أكابر أهل الله المحققين،

~~بالبراهين القاطعة التي لا يحوم حول حريمها شبهة، أن العقل بل كل بسيط عقلي

~~فهو مع وحدته البسيطة وبساطته الحقيقية كل الأشياء العقلية التي دونه بنحو

~~جملي (4) واشتمال عقلي لا يعرفه إلا الراسخون، وسيجئ البرهان الذي هدانا

~~الله إليه في محله. وفي كلام العرفاء إيماءات إلى ذلك وإشارات، سيما معلم

~~الحكمة تصريحات إليه وتلويحات.

منها: ما قال الميمر العاشر من كتاب " اثولوجيا في معرفة الربوبية " بهذه

~~العبارة: ونقول: إن في العقل الأول جميع الأشياء وذلك لأن الفاعل الأول أول

~~فعل فعله هو العقل، فعله ذا صور كثيرة، وجعل في كل صورة منها جميع الأشياء

~~التي تلائم تلك الصورة، وإنما فعل تلك الصورة وحالاتها معا لا شيئا بعد شيء،

~~بل كلها معا دفعة واحدة (5) انتهى.

أقول: وهذا الكلام مما يليق به أن يكون شرحا لبعض ما في حديث خير الأنام.

ومنها: ما قال في الميمر الثامن من هذا الكتاب بعد كلام في ذكر أن الشيء

~~لكون واحدا ولا واحدا، إلى أن قال: وكذلك العقل واحد وهو كثير، وليس هو

~~كثيرا كالجثة، بل هو كثير بأن فيه كلمة تقوى على أن

Sayfa 94