146

Faydalar

الفوائد

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

1393 AH

Yayın Yeri

بيروت

Türler

Tasavvuf
يمن عَلَيْك بقلب فَإِنَّهُ لَا قلب لَك قَالَ الْجُنَيْد دخلت على شَاب فَسَأَلَنِي عَن التَّوْبَة فأجبته فَسَأَلَنِي عَن حَقِيقَتهَا فَقلت أَن تنصب ذَنْبك بَين عَيْنَيْك حَتَّى يَأْتِيك الْمَوْت فَقَالَ لي مَه مَا هَذَا حَقِيقَة التَّوْبَة فَقلت لَهُ فَمَا حَقِيقَة التَّوْبَة عنْدك يَا فَتى قَالَ أَن تنسى ذَنْبك وَتَرَكَنِي وَمضى فَكيف هُوَ عنْدك يَا أَبَا قَاسم فَقلت القَوْل مَا قَالَ الْفَتى قَالَ كَيفَ قلت إِذا كنت مَعَه فِي حَال ثمَّ نقلني من حَال الجفا إِلَى حَال الوفا فذكرني للجفا فِي حَال الوفا جَفا فصل لَا يجْتَمع الْإِخْلَاص فِي الْقلب ومحبة الْمَدْح وَالثنَاء والطمع فِيمَا عِنْد النَّاس إِلَّا كَمَا يجْتَمع المَاء وَالنَّار والضب والحوت فَإِذا حدثتك نَفسك بِطَلَب الْإِخْلَاص فَأقبل على الطمع أَولا فاذبحه بسكين الْيَأْس وَأَقْبل على الْمَدْح وَالثنَاء فازهد فيهمَا زهد عشّاق الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة فَإِذا استقام لَك ذبح الطمع والزهد فِي الثَّنَاء والمدح سهل عَلَيْك الْإِخْلَاص فَإِن قلت وَمَا الَّذِي يسهّل عَليّ ذبح الطمع والزهد فِي الثَّنَاء والمدح قلت أما ذبح الطمع فيسهله عَلَيْك علمك يَقِينا أَنه لَيْسَ من شَيْء يطْمع فِيهِ إِلَّا وبيد الله وَحده خزائنه لَا يملكهَا غَيره وَلَا يُؤْتى العَبْد مِنْهَا شَيْئا سواهُ وَأما ازهد فِي الثَّنَاء والمدح فيسهله عَلَيْك علمك أَنه لَيْسَ أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إِلَّا الله وَحده كَمَا قَالَ ذَلِك الْأَعرَابِي للنَّبِي إِن مدحي زين وذمي شَيْن فَقَالَ ذَلِك الله ﷿ فازهد فِي مدح من لَا يزينك مدحه وَفِي ذمّ من لَا يشنيك ذمّ وارغب فِي مدح من كل الزين فِي مدحه وكل الشين فِي ذمه وَلنْ يقدر على ذَلِك إِلَّا بِالصبرِ وَالْيَقِين فَمَتَى فقدت الصَّبْر وَالْيَقِين كنت كمن أَرَادَ السّفر فِي الْبَحْر فِي غير مركب قَالَ تَعَالَى فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يوقنون وَقَالَ تَعَالَى وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ

1 / 149