Fatwas on Monotheism

Ibn Jibreen d. 1430 AH
50

Fatwas on Monotheism

فتاوى في التوحيد

Yayıncı

دار الوطن للنشر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨ هـ

Türler

اسألوه وتوسلوا إليه بها، كقول الداعي: اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، أو تقول: يا غفور اغفر لي، ويا رحيم ارحمني، وهذا دليل على أن التوسل إلى الله وسؤاله يكون بالأسماء التي سمى بها نفسه، وفي الحديث: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام» أي: اسألوا الله -تعالى- وادعوه بهذا الاسم. وفي حديث آخر: «أن النبي ﷺ سمع رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. فقال النبي ﷺ: لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب». وكل هذا دليل على أن السؤال والنداء يكون بأسماء الله -تعالى- كما في قوله -تعالى-: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (١). ولم يرد الدعاء للصفة أو نداء الرحمة بقوله: يا رحمة الله، أو يا قوة الله، ونحو ذلك؛ حيث إن الرحمة قد تطلق على الجنة، كقوله: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ (٢)، وعلى المطر كقوله: ﴿يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ (٣)، وهذه من المخلوقات. وفي الحديث: «خلق الله

(١) سورة الإسراء، الآية: ١١٠. (٢) سورة الإنسان، الآية: ٣١. (٣) سورة الأعراف، الآية: ٥٧.

1 / 56