طلب النصر، ولا خلاف أنه يجوز أن يستغاث بالمخلوق، فيما يقدر على الغوث فيه من الأمور، ولا يحتاج مثل ذلك إلى استدلال فهو في غاية الوضوح، وما أظنه يوجد فيه خلاف، ومنه:﴾ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ﴿(١). وكما قال:﴾ وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ﴿(٢). وكما قال تعالى:﴾ وتعاونوا على البر والتقوى ﴿(٣). وأما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يستغاث فيه إلا به كغفران الذنوب، والهداية، وإنزال المطر والرزق، ونحو ذلك كما قال تعالى:﴾ ومن يغفر الذنوب إلا الله ﴿(٤). وقال:﴾ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ﴿(٥)، وقال:﴾ يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ﴿(٦).
وعلى هذا يحمل ما أخرجه الطبراني في معجمه (٧) الكبير أنه كان في زمن النبي- صلى
(١) [القصص:١٥]
(٢) [الأنفال:٧٢]
(٣) [المائدة:٢]
(٤) [آل عمران:١٣٥]
(٥) [القصص: ٥٦]
(٦) [فاطر: ٣]
(٧) أورده الهيثمي في المجمع (١٠/ ١٥٩) وقال: رواه الطبراني في الكبير من حديث عبادة بن الصامت، ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
قلت: وأخرجه أحمد في المسند (٥/ ٣١٧) بإسناد ضعيف من حديث عبادة بن الصامت، قال:" خرج علينا رسول الله ﷺ فقال أبو بكر ﵁: قوموا نستغيث برسول الله ﷺ من هذا المنافق، فقال رسول الله ﷺ: "يقام لي، إنما يقام لله ﵎".
وأورده الهيثمي في المجمع (٨/ ٤٠) وعزاه لأحمد وقال: "وفيه راو لم يسم، وابن لهيفة ".
والخلاصة أن حديث عبادة بن الصامت ضعيف والله أعلم.