مَالك١ تَابعا لوالده فِي شرح التسهيل٢ رحمهمَا الله قَالَ الشَّارِح٣ وَلم يذكر ذَلِك فِي الصِّحَاح وَلَا فِي الْقَامُوس، وَإِنَّمَا قَالَ وَفِقْتَ أَمْرَكَ تَفِقُهُ بِالْكَسْرِ فيهمَا إِذا صادفته مُوَافقا.
السَّابِع: وَثِقَ يُقَال: وَثِقَ بِهِ يَثِقُ ثِقَةً إِذا ائتمنه وَاعْتمد عَلَيْهِ.
الثَّامِن: وَرِيَ المُخُّ يَرِيَ إِذا كثر شحمه، وَيُقَال أَيْضا وَرِيَتِ الإِبلُ تَرِي إِذا سمنت، وَإِنَّمَا قيّد بالمخِّ ليحترز٤ بِهِ عَن وَرِيَ الزَّنْدُ؛ لِأَن الأَصْل فِيهِ أَن يُقَال وَرِيَ يَوْرَى٥ كرَضِيَ يَرْضَى على الْقيَاس وَفِيه لُغَة ثَانِيَة وَرَى الزَّنْدُ يَرِي بِالْكَسْرِ كرَمَى يَرْمِي [١١/أ] وَذَلِكَ أيضاَ جارٍ على الْقيَاس لكنه من أَمْثِلَة المفتوح، وَرُبمَا ركّبوا من اللغتين لُغَة ثَالِثَة فَقَالُوا وَرِي الزَّنْدُ يَرِي بِالْكَسْرِ فيهمَا كورِيَ المخُّ فَيُقَال هَذِه لَيست بلغَة مستقلّة، وَإِنَّمَا وَردت على تدَاخل اللغتين؛ وَلِهَذَا لم يحْتَج النَّاظِم ﵀ إِلَى استثنائه.
_________
١ - هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك ولد عَام ٦٤٠؟ وَتُوفِّي شَابًّا عَام ٦٨٦؟ لَهُ شرح على الْخُلَاصَة، وعَلى لامية الْأَفْعَال، وَأَرَادَ أَن يتم شرح التسهيل لوالده فَلم يُمكنهُ الْأَجَل بعد أَن شرح مِنْهُ أَرْبَعَة أَبْوَاب، وَله فِي البلاغة كتاب الْمِصْبَاح وَكلهَا قد طبعت.
تنظر تَرْجَمته فِي: الوافي بالوفيات ١/٢٠٤، وبغية الوعاة: ١/٢٢٥. ينظر شرح ابْن النَّاظِم على لامية الْأَفْعَال: ٤٧ "ووفق الْفرس يفق حسن".
٢ - شرح التسهيل: ٣/٤٣٨ قَالَ "ووفق الشَّيْء إِذا حسن" لم يُقيد بالفرس، وَإِنَّمَا التَّقْيِيد بالفرس من ابْنه.
٣ - فتح الأقفال: ٦٢.
٤ - فِي ح يحْتَرز.
٥ - فِي ف يَرَى وَهِي مُخَالفَة لقواعد التصريف؛ لِأَن الْوَاو لم تقع بَين يَاء وَكسر فتحذف بل هِيَ بعد فتح مثل وَجل يوجل، وبالتالي فـ (وري يوري) هُوَ الأصوب وَهُوَ الْمرَافِق لما فِي اللِّسَان والتاج.
1 / 192