Mısır'ın Araplar Tarafından Fethi
فتح العرب لمصر
Türler
وإنا لا نعرف عن حكم الفرس في مصر إلا قليلا، غير أنا نعلم أن هؤلاء الفاتحين لم يكونوا من الصلابة في أمر دينهم بحيث يرغمون المغلوبين على عبادة النار،
34
وكذلك نعلم أنه بعد أن استقر لهم الأمر ساروا على سنة التسامح في أمور الدين، وكانت تلك سنتهم في فلسطين وبلاد العرب؛ فقد رأينا أن كسرى سمح للمطران «مودستوس» أن يجمع المال ليعيد بناء كنائس بيت المقدس، ثم أباح لبطريق القبط أن يبقى في الإسكندرية حتى موته، وألا ينازعه منازع في رئاسة الدين. وكذلك يظهر لنا أن انتخاب خليفته «بنيامين» تم في سلام واطمئنان، وأنه قضى أول سني ولايته مستظلا بحكم الفرس. وكانت تلك السنين هادئة مطمئنة إذا قيست بسائر مدة ولايته الطويلة المليئة بعواصف الحدثان. وكما أن طرق الإسكندرية وأبنيتها العامة بقيت على عهدها من الفخامة والشموخ لم يعتورها فساد على يد الفرس، كذلك قد بقيت تلك «المدينة العظمى» على عهدها مقرا للعلوم لم ينطفئ نورها، وإن اعتراه شيء من الضعف.
الفصل الثامن
الفن والأدب
قلما تخلف عن هذا العصر أثر من آثار الأدب، وإن كان ما كتب عنه كثيرا فوق ما يتوقعه الإنسان.
1
ويقول بعضهم إن حنا «فيلوبونوس» كان عند ذلك لا يزال حيا في الإسكندرية، ولكن ذلك غير صحيح.
2
على أن أثر مذهبه - وإن شئت قلت أثر اعتزاله وانشقاقه - كان لا يزال باقيا، حتى لقد رأى البطريق «سرجيوس» أن الأمر جدير بعنايته، فشرع يكتب في نقض آراء حنا وتفنيدها مشتركا في ذلك مع «جورج البيسيدي».
Bilinmeyen sayfa