ذلك لما كان الكعب لا يسمى به غير تلك الهنة الناتئة الثابتة في الاجل، وغيرها عظم ويكون هذا كقوله:
حتى تتلاقى الفهاق والأقدام
يعني قطعت الرؤوس والارجل، فاختلطت الفهاق، وهي مواصل الرؤوس في الأعناق بالأقدام إلا أن المتنبي ما أراد غير المعنى الأول، كانت الصنعة فيه. والغرض تشبيه كعوب الرمح بمفاصل العظام وجمعه كما في الحرب وفي الشعر.
وقال الشيخ أبو الفتح: أدمنا أي خلطتا، وجمعنا ويدعى للمتزوجين فيقال: أدم الله بينكما وأنشد:
إذا ما الخبر تأدمه بسمنٍ ... فذاك أمانة الله الثريد
وهذا جيد ولا يمنع أن يكون أدمنا من الإدامة. بل الإدامة أحسس إذ كان يعني أنا لم نزل نطعنهم حتى اختلطت العظام بكعوب الرماح. وخلط الطعن بالقتل لا فائدة فيه كبيرة لذكره فانهما مختلطان وإن لم يقله أبو الطيب.
وقوله:
كأن نجومَهُ حليٌ عليه ... وقد حُذيت قوائمُهُ الجبوبا
شبه النجوم بالحلي على الليل، وأراد أن يصفه بالسبوغ فقال: وقد حذيت قوائمه الجبوب، والجبوب: الأرض، يعني كأن الليل جعل الأرض له حذاء فهو من السماء متصل بالأرض ويجوز أن يعني بذلك
1 / 58