عارف :
ما أحسن الانتقام من اللئام، لا سيما إذا كان فيه خدمة للإسلام، الانتقام الانتقام! لا يقوم به إلا كل قادر عزيز، ولا يحجم عنه إلا كل عاجز ضعيف. نعم نعم، قد جاءت الفرصة يا عباد لإيقاعك في جهنم العذاب، أما كفاك ظلمك وعدوانك على الأفراد، وسجنك لهذا يوما وطردك لذاك آخر، حتى قمت اليوم إجابة لداعي هواك الفاسد تقصد بالدولة الخراب، وتريد لجنودها الخذلان، والله لأرينك من العذاب أشكالا وألوانا، وأجعلنك عبرة للناس إنسانا إنسانا، وهكذا يلقى كل خائن يريد بنا ضيرا. الآن يأتي عباد ونسيم ويدبران ما يدبران، وأنا هنا أختفي لأسمع ما يقولان، وهما لا يعلمان، ومتى وقفت على حقيقة أسرارهما وكنه نواياهما، وتم ذلك عندي، رفعت لطارق به تقريرا، والله لا يفلح كيد المفسدين (ثم يختفي وبعد قليل من اختفائه يأتي عباد وبصحبته نسيم).
نسيم - عباد :
لعلك تكون عملت لنا عملا سارا.
عباد - نسيم :
إني وحقك بذلت أقصى جهدي في منع وقوع الحرب فلم يقبل الأمير، بل دعا إليه طارقا ورؤساء فرقه وقسما من جنوده، وأمرهم بالاستعداد للسفر، وهم سيسافرون بعد أيام قلائل.
نسيم - عباد :
كيف ذلك؟ وما العمل؟
عباد - نسيم :
إني والله في غاية الحيرة!
Bilinmeyen sayfa