Endülüs'ün Fethi

Curci Zeydan d. 1331 AH
74

Endülüs'ün Fethi

فتح الأندلس

Türler

فضحك يعقوب وقال: «لقد لعبت الخمر برأسي فاعذرني إذا حسرت حجاب التهيب ونطقت بالواقع. الأمنية يا مولاي في قصر رودريك، وهي التي جعلت ذلك الظالم يبعث بك في هذه المهمة، ولكن لا بد من الانتقام والرجوع بالنصر المبين.» قال ذلك وضحك وهو يمسح لحيته من آثار الخمر، وكانت قد تلوثت بنقط تساقطت عليها وهو يشرب القدح الأخير. ثم خطا خطوة إلى ألفونس وانحنى نحوه وهو يقول: «قد توهم رودريك أنه قد نفذ غرضه بإرسالنا إلى أستجة، وفاته أنه يخدم غرضنا؛ إذ لا بد لنا من الذهاب إلى هذه المدينة للمشروع الذي عزمنا عليه.»

فاستغرب ألفونس قوله وضجر من الأحاجي والألغاز، وقال له: «لقد أضجرتني يا يعقوب بإشاراتك وألغازك، لماذا لا تصرح لي بما في نفسك؟»

فانقبض وجه يعقوب مرة أخرى وقال: «قلت لمولاي إن موعدنا في ذلك قريب إن شاء الله، وأرجو ألا يلح علي في الأمر فإن الإلحاح مضر. اصبر يا مولاي وسأطلعك على كل شيء قريبا، واعلم أن رودريك هو الذي عجل بكشف هذا السر حين أرسلنا إلى هذه المدينة.»

فندم ألفونس على إلحاحه وضجره، وأصبح ليعقوب عنده منزلة رفيعة لما آنسه فيه من الحمية، فأراد أن يصرف عنه ذلك الانقباض فقال له: «ما رأيك في المهمة التي أنفذنا رودريك في قضائها؟»

قال: «أظنها ثورة نشبت في بعض المدن من أمثال ما يحدث كل عام بين الرعايا المظلومين، ولا أخفي عن مولاي، بعد ما تعاهدنا عليه، أن أهل هذه البلاد في غاية الضنك من استبداد حكامهم، وكانوا يشكون من ضغط الرومان عليهم، فلما جاءهم القوط توهموا فيهم النجاة من نير الرومان، فإذا هم تحت النيرين معا، وقد أصبحوا أرقاء لا حرية لهم ولا منزلة ولا عقار ولا مال. فلما لمسوا ضعف هذه الدولة كثر تمردهم وهياجهم، وقد سهل هذا الأمر عليهم خطأ ارتكبه ملوك القوط المتأخرين مع جماعة اليهود، فأكرهوهم على نبذ ديانتهم واعتناق النصرانية، فأصبح اليهود عونا عليهم.»

فقطع ألفونس كلامه قائلا: «ولكن اليهود قد انقرضوا من إسبانيا الآن، ولم يبق فيها يهودي كما لا يخفى عليك.»

قال: «أعلم ذلك يا مولاي وأعلم أيضا أن ملوك القوط قبل المرحوم والدك قد أسرفوا في اضطهاد اليهود، وخيروهم بين القتل أو النصرانية أو الهجرة، فهاجر بعضهم وتنصر الباقون، فاختفت اليهودية، ولكنها لم تندثر. وهب أنها اندثرت فاليهود لا يزالون موجودين.» ثم التف بعباءته لفا شديدا وهو يقول: «أرانا خرجنا من الموضوع قبل الأوان، وخلاصة الأمر أن المهمة التي نحن ذاهبون من أجلها، مهما يكن من أمرها فإني ضامن إخمادها بدون أن نجرد سيفا أو نرمي نبلا. طب نفسا واصبر حتى نصل أستجة فينكشف لك كل شيء.» ثم تحول إلى مجلسه الأول وهو يقول: «وقد آن وقت النوم، ألا يرغب مولاي في ذلك؟»

فابتدره ألفونس قائلا: «وقبل الذهاب إلى النوم اسقنا كأسا أخرى واشرب مثلها وهي خاتمة الحديث.»

فصب له قدحا وشرب مثلها وتوسدا، وألفونس يعد نفسه بالاطلاع على أسرار كثيرة بعد وصوله إلى أستجة.

الفلاحون

Bilinmeyen sayfa