والنفاق: اعتقادي كما مضى آنفا، وصاحبه أخو الكافر غدا في الدرك الأسفل من النار، قال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} . [النساء: 145] . ونفاق عملي، وذلك قل من ينجو منه، وهو لا يخرج صاحبه من الإسلام ولكن يخل بدينه ويضعفه، قال الرسول # صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" 1. وفي حديث آخر: "إذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" 2. هذا إذا كان معتقدا صحة الدين، وإلا هو من الصنف الأول، تأمل تعرف صنوف الناس وأحوالهم.
ولما كان قصد الشيخ -رحمه الله- من تأليفه الميمون بيان التوحيد الذي خلقت الكائنات لأجله، وأرسلت الرسل لأجله، وأنزلت الكتب لأجله، وإن كانت دلائله أكثر من أن تعد وتحصى، عقلا ونقلا، خلقا وأمرا، كما قيل:
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد3
Sayfa 46