27

Fath al-Wasid fi Sharh al-Qasid - Ed. Ahmad al-Zaabi

فتح الوصيد في شرح القصيد - ت أحمد الزعبي

Araştırmacı

رسالة دكتوراه، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان - كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم التفسير وعلوم القرآن ١٩٩٨ م

Yayıncı

مكتبة دار البيان للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Yayın Yeri

الكويت

Türler

المبحث الثاني: الحركة العلمية. كان القرن السادس الهجري قد شهد كثيرًا من التحولات، فقد كانت النهظة العلمية في ذروتها، حيث شهدت بغداد، ومصر، وبلاد الشام نهضةً علمية، ساعد ذلك وجود الرجلين المصلحين: الملك نور الدين وصلاح الدين، وقد عدَّ المؤرخون نور الدين سادس خلفاء الراشدين (^١). كذلك وجود علماء مخلصين، ومستشاريين مؤتمنين، ففي مصر كان القاضي الفاضل عبدالرحيم بن علي، وهو الذي بنى المدرسة للإمام الشاطبي والتي تعرف بالمدرسة الفاضلية، فكان قاضيًا ورعًا ذا عقلٍ حصيف، ورأي سديد، رأى هذه السمات الملك صلاح الدين فاتخذه مستشارًا له يشاوره في كثيرٍ من أموره الخاصة والعامة، وقال عنه: لم أفتح البلاد بسيفي، وإنما برأي القاضي الفاضل (^٢). كذلك وجود الشيخ عبدالقادر الجيلاني وامتداد مدرسته التي خرجت العلماء المخلصين في بغداد، ومن ثم إرسالهم إلى الثغور في بلاد الشام وقد تعلموا العلوم الشرعية، وملئت قلوبهم إيمانًا وتضحية لهذا الدين. ومن بين هؤلاء العلماء المؤثرين في قلوب الناس في النصح والوعظ والتذكير الشيخ ابن النجا المتوفى سنة (٥٩٩ هـ)، وغيره من العلماء والقادة العسكريين (^٣). وقد أبدعت شخصيات في إدارة الحكم، فكانت نموذجًا لرجال الإدارة والحكم وأظهرت مهارات في التخطيط والتنفيذ.

(^١) الكواكب الدرية ٥٦. (^٢) البداية والنهاية ١٣/ ٢٤. (^٣) البداية والنهاية ١٣/ ٣٥.

1 / 34