243

Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan

فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

Türler

فظاهر هذا الحديث يدخل فيه معاوية ﵁، وذلك أنه قرشي وتولى الملك، وكان الدين في زمنه عزيزًا منيعًا، فهذا الحديث ينطبق عليه، خاصة في الرواية الأخرى: «لا يزال هذا الأمر -وفي رواية الإسلام- عزيزًا إلى اثني عشر خليفة». فظاهر هذه الرواية أن هذه العزة والمنعة من أول خليفة بعد رسول الله ﷺ، وهو أبو بكر ﵁، إلى اثني عشر خليفة، فيكون معاوية داخلًا فيهم، وخاصة أنه بويع من جميع المسلمين، وسمي هذا العام بعام الجماعة كما هو معلوم (^١).
يقول القاضي عياض: «وهذا قول قد وُجد فيمن اجتُمع عليه إلى أن اضطرب أمر بنى أمية، واختلفوا وتقاتلوا زمن يزيد بن الوليد على الوليد بن يزيد، واتصلت فتونهم، وخرج عليهم بنو العباس فاستأصلوا أمرهم، وهذا العدد موجود صحيح إلى حين خلافتهم إذا اعتبر» (^٢).
وقال الحافظ ابن حجر: «وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع: انقياد الناس لبيعته، والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، إلى أن وقع أمر الحكمين في صفِّين فسمي معاوية يومئذ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ...» (^٣).
الصنف الثاني: ما ورد في فضل معاوية ﵁ خاصة، ومن ذلك:
- دعاء النبي ﷺ لمعاوية: «اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به» (^٤).

(^١) فتح الواحد العلي (ص: ٧١).
(^٢) إكمال المعلم (٦/ ٢١٧).
(^٣) فتح الباري (١٣/ ٢١٤).
(^٤) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٧٨٩٥)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٢٧)، والترمذي (٣٨٤٢)، والخطيب في تاريخ بغداد (١/ ٢٢٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٨٠ - ٨٦)، وغيرهم، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة ﵁.

1 / 243