İslam'ın Temel Esaslarına Dair Fetvalar

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
77

İslam'ın Temel Esaslarına Dair Fetvalar

فتاوى أركان الإسلام

Yayıncı

دار الثريا للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٤ هـ

Yayın Yeri

الرياض

Türler

Fetvalar
لنفسه، وأثبته له أعلم خلقه به، وأشدهم تعظيمًا له، وهو رسوله محمد ﷺ، من أنه سبحانه في السماء التي هي في جهة العلو، بل إن ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم، لأن الجهات الست هي الفوق، والتحت، واليمين، والشمال، والخلف، والأمام، وما من شيء موجود إلا تتعلق به نسبة إحدى هذه الجهات، وهذا أمر معلوم ببداهة العقول، فإذا نفيت هذه الجهات عن الله تعالى لزم أن يكون معدومًا، والذهن وإن كان قد يفرض موجودًا خاليًا من تعلق هذه النسب به لكن هذا شيء يفرضه الذهن، ولا يوجد في الخارج، ونحن نؤمن ونرى لزامًا على كل مؤمن بالله أن يؤمن بعلوه تعالى فوق خلقه، كما دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة، كما قررناه من قبل. ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى محيط بكل شيء، وأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته، وأنه سبحانه غني عن خلقه فلا يحتاج لشيء من مخلوقاته. ونحن نرى أيضًا أنه لا يجوز لمؤمن أن يخرج عما يدل عليه الكتاب والسنة، لقول أحد من الناس كائنًا من كان، كما أسلفنا الأدلة على ذلك. في أول جوابنا هذا. وأما قولهم: «إن الله تعالى في قلب المؤمن» . فهذا لا دليل عليه من كتاب الله تعالى، ولا سنة رسوله ﷺ، ولا كلام أحد من السلف الصالح فيما نعمل، وهو أيضًا على إطلاقه باطل فإنه إن أريد به أن الله تعالى حالٌ في قلب العبد فهو باطل قطعًا، فإن الله تعالى أعظم وأجل من ذلك، ومن العجائب -والعجائب جمة- أن ينفر شخص مما دل عليه الكتاب والسنة من كون الله تعالى في السماء، ثم

1 / 82