83

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

Araştırmacı

عبد المعطى عبد المقصود محمد

Yayıncı

مكتب حميدو

قليلا انك من أصحاب النار ﴾(١٨)

فقوله سبحانه : ﴿ نسي ما كان يدعو إليه من قبل﴾ : أي نسي ما كان يدعو الله إليه ، وهو الحاجة التى طلبها ، فان دعاءه كان إليها ، أي توَجهه إليها ، وقصده ، فهي الغاية التى كان يقصدها . وإذا كانت ما مصدرية ، كان تقديره نسي كونه يدعو الله إلى حاجته . كما قال تعالى فى الآية الأخرى: ﴿ فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه﴾ لكن على هذا يبقى الضمير في إليه عائداً على غير مذكور ، بخلاف ما إذا جعلت بمعنى الذي فان التقدير نسي حاجته الذي دعاني إليها من قبل ، فنسى دعاءه الله الذي كان سبب الحاجة ، وإلى حرف الغاية . كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله . أو أتتكم الساعة . أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون﴾(١٩) فقد أخبر تعالى : أنه يكشف ما يدعون إليه ؛ وهي الشدة التي دعوا إليها .

وأما المؤمن : فلابد بعد قضاء حاجته من عبادة الله وإخلاصه له كما أمره ، إما قياما بالواجب فقط ، فيكون من الأبرار ، أو بالواجب والمستحب فيكون من المقربين ، ومن ترك بعض ما أمر به بعد قضاء حاجته فهو من أهل الذنوب ، وقد يكون ذلك من الشرك الأصغر الذي يبتلى به غالب الخلق : اما شركا في الربوبية ، وإما شركا في الألوهية ، كما هو مبسوط في موضعه .

وقد يبتلى في أماكن الجهل وزمانه كثير من الناس بما هو من الشرك الأكبر ، وهم لا يعلمون . فالسائل مقصوده سؤاله ، وإن حصل له ما هو محبوب الرب من إنابته إليه ومحبته وتوبته ، فهذا بالعرض ، وقد يدوم . والأغلب أنه لا يدوم إلا أن يكون ذلك المحبوب للرب هو سؤاله ، مثل أن يسأل الله التوبة والاعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته . فهنا مطلوبه محبوب للرب ؛ ولهذا ذم الله من لم يطلب إلا الدنيا في قوله : ﴿ فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق﴾ (٢٠).

وأما المثنى : فنفس ثنائه محبوب للرب ، وحصول مقصود السائل يحصل ضمناً

(١٨) الزمر ٨ .
(١٩) الأنعام ٤٠، ٤١ .
(٢٠) البقرة ٢٠٠ .

83