قلت: انتبه لهذا الوجه، فهل تحرم المرأة من هذه المخالفة لعباد الصليب وفي ذلك إتمام وإحياء لدينها وعقيدتها؟

الوجه الحادي عشر:

ومن الدليل على وجوب الختان أنه إيلام، وكشف للعورة، فلولا أنه واجب ما فسح فيه^(١).

ولابن عساكر جزء مستقل بعنوان "تبين الامتنان بالأمر بالختان". جاء فيه: " فكان من أمره ما جاء به الاختتان مخالفة لمن عاصره من القلفاء، وتمييز عما عداه من الصلبان، فما تفضل الله به على هذه الأمة من الاختتان وما وفقهم عن الأخذ به في الطهور والاختتان^(٢).

من قال بعدم الوجوب، وأدلته، والرد عليه:

أولاً: الذين ذهبوا إلى عدم الوجوب قالوا: صرحت السنة^(٣) بأنه سنة كما في حديث أوس بن أوس عن النبي ﷺ أنه قال: ((الختان سنة للرجال مكرمة للنساء))^(٤).

وللرد عليهم عدة وجوه:

الأول: هذا الحديث ضعيف لأن فيه الحجاج بن أرطأة وهو موصوف بالتدليس وبالوهم فقد عنعنه واضطرب فيه.

الثاني: بفرض صحة الحديث فإن لفظ السنة في الحديث ليس هو السنة الاصطلاحية، بل هو أعم من ذلك، وتطلب رتبة السنة من أحاديث أخرى^(٥)