60

Fatawa Nisa

فتاوى النساء

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1424 AH

Yayın Yeri

بيروت

الفهم الصحيح من منطوق النص عند المالكية والشافعية، فعلم من ذلك أن الختان من سنة النبي ﷺ، فتأكد من ذلك على ضرورة العمل بها.

وهنا أكد حديث العرباض بن سارية بدليل آخر أن الختان من سنة الخلفاء الراشدين المهديين، الذين أمر الرسول ﷺ باتباعهم وأسوق هنا عددًا من الأمثلة أن الختان كان من هديهم رضي الله عنهم.

جاء عند الطبراني في الكبير عن الحسن قال: دعي عثمان بن أبي العاص إلى طعام فقيل: هل تدري ما هذا؟ هذا ختان جارية، فقال: هذا شيء ما كنا نراه على عهد رسول الله ﷺ فأبى أن يأكل(١) واعتراضه هنا على الأكل من الوليمة لا الختان، لأنه لم يكن من هديه ﷺ في ختان الأنثى وليمة ولا غيره".

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أم المهاجر قالت: "سبيت وجواري من الروم، فعرض علينا الإسلام، فلم يسلم منا غيري، وغير أخرى، فقال اخفضوهما وطهروهما. فكنت أخدم عثمان"(٢).

وأخرج أيضًا البخاري في الأدب المفرد عن أم علقمة قالت: "أن بنات أخي عائشة (ختن)، فقيل لعائشة: ألا ندعو لهن من يلهيهن؟ قالت بلى، فأرسلت إلى عدي فأتاهن، فمرت عائشة في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربًا - وكان ذا شعر كثير- فقالت: أف، شيطان أخرجوه"(٣).

وجه الشاهد: الختان الحادث لبنات أخي عائشة رضي الله عنها.

وبعد: فالحاصل هنا بعد ورود هذه النصوص، ووجه الدلالة منها، تبين أن

(١) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (٣/٧/٢) وأحمد في مسنده (٤/٧/٢) وإسناده جيد لولا عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس وبه أعله الهيثمي (٤/٦٠).

(٢) البخاري في الأدب المفرد (٢٤٥، ١٢٤٩).

(٣) البخاري في الأدب المفرد (١٢٤٧) والسلسلة الصحيحة للألباني (حديث ٧٢٢).

60