Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
Araştırmacı
حمزة أحمد فرحان
Yayıncı
دار الفتح
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1430 AH
دون أن يعلق عليها، وقد تفرّد بنقل بعض المسائل عن الولي العراقي، وذلك كالمسائل: (٤، ٥، ٢٨، ١١١).
ثم يليهم الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي(١)، فقد نقل عنه ثلاث مسائل، منها مسألتان في ((الحاوي للفتاوى)) وهما: (٤٩، ١٢١)، ونقل في ((الأشباه والنظائر)) المسألة (٨٥).
هؤلاء العلماء هم أكثر مَن نقل من هذه الفتاوى، وهم من العلماء الذين عليهم العمدة في الترجيح في الفقه الشافعي إلى عصرنا هذا، ومَن جاء بعدهم من الشافعية نقلوا نقولاتهم هذه عنهم، وأحياناً علقوا عليها، وربما رجّحوا ما اختلفوا فيه من هذه المسائل.
اعتماد الفقهاء الشافعية لهذه الفتاوى:
انطلاقاً من المبدأ الذي يقول: (لا يُعرف الحق بالرجال، وإنما يُعرف الرجال بالحق) كان منهج الفقهاء الشافعية - كغيرهم من فقهاء المذاهب الأخرى - أنه كلما جاء عالم منهم أثرى المذهب بعلمه، وأفتى وصحّح وضَعّف، ثم يكون الحكم على هذه الآراء مُعاصروه ومن أتى بعده من أهل الترجيح من الفقهاء، فيحكموا عليها بالصحة أو بالضعف، ويعتمدوا منها ما صحّ، ويردوا ما لم يصحّ، فليس هنالك أحد يسلم من النقد.
وقد جاء الحافظ ولي الدين العراقي، فنهل من منهل الشافعية، ثم أدلى بدلوه في كتبه التي ألّفها، ثم جاء من بعده فقهاء تعقّبوا فتاواه، فمنها ما اعتمدوه، وهو الأغلب، وذلك
(١) هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري السيوطي أو الأسيوطي الشافعي (٨٤٩-٩١١هـ)، أخذ عن الشيخ علم الدين البُلقيني وشرف الدين المناوي، وبرع في التفسير والحديث والفقه وعلوم العربية، له كرامات كثيرة، ومصنفاته في غاية الكثرة، منها «الدر المنثور في التفسير بالماثور)). ومن اللطائف أنه كان يلقب بـ((ابن الكتب))، لأن أباه كان من أهل العلم واحتاج إلى مطالعة كتاب، فأمر أمّه أن تأتيه بالكتاب من بين كتبه، فذهبت لتأتي به، فجاءها المخاض وهي بين الكتب، فوضعته. (السيوطي، حسن المحاضرة ٣٣٥/١ -٣٤٤، والعيدروس، النور السافر ٥٠ -٥٤).
118