فضحكت استخفافا، وقالت: «أرأيت كيف أنك مخدوع؟ فحسبتني امرأة وأنا غلام؟»
قال: «إذا كنت غلاما صقلبيا فاصدقني ولا تخف.»
فتماسكت لمياء ولم تجد بدا من التصريح فقالت: «تأمل في وجهي جيدا» فتفرس فيها على شعاع النور وقال: «أنت فتاة ... وكأني رأيت هذا الوجه في صباح هذا اليوم ... ألست لمياء بنت صاحب سجلماسة؟»
فلم تطاوعها نفسها على الإنكار فقالت: «نعم أنا هي وما الذي تريده مني؟»
فتنهد وابتسم، ثم قال: «إن ما أريده منك ليس هنا محل الكلام فيه يا لمياء. ولكنني أطمئنك أن لا خوف عليك مني لسبب سوف تعلمينه ولكنني أعجب لخروجك في هذا الليل متنكرة ومثلك لا يؤذن لها في الخروج من قصر أمير المؤمنين! كيف خرجت؟»
قالت: «ألم أقل لك إني خارجة في مهمة لصاحب سجلماسة.»
قال: «أنت ذاهبة إلى أبيك.»
قالت: «نعم ... ها قد قلت لك ... فأنت وشأنك.»
قال بلحن التودد: «إن شأني شأن المأمور المطيع يا لمياء، ولو كان الخارج في هذا الليل سواك لكانت حياته في خطر. وأما أنت فإني في خدمتك حتى ترجعي إلى مأمنك، إنما أرجو أن تذكري هذا لي إذا ذكرت به.»
فشعرت أنه يحملها فضلا سيطالبها به يوما ما فقالت: «لم أخرج من هذا القصر في هذا الليل وحدي وأنا خائفة من أحد. فإذا شئت أن تبقى على اعتراضك فإني لا أبالي.»
Bilinmeyen sayfa