قال: «كلا، فإن هذا العلم يكفي جوابا ... ولكنني أتوقع أن تكون سلامة هذه غير ما تتوهمينها.»
قالت: «وكيف ذلك؟»
قال: «تمهلي ريثما نرى.»
وإذ بالقهرمانة عادت وهي تقول: «لم أجد سلامة هناك ولكنني رأيت جنديا فخفت ورجعت.»
فنهض الحسين وقال: «أين هو ذلك الجندي؟ أوصليني إليه.»
الفصل الحادي والسبعون
النصر
فمشت القهرمانة وبنت الإخشيد والحسين حتى وصلوا الغرفة، فوجدوا ذلك الجندي واقفا إلى النافذة يراقب حركات المتحاربين لا ينتبه إلى أحد في الدار فمشى الحسين بخفة حتى وقف وراءه بحيث يرى ما يراه. فرأى المغاربة تكاثروا والإخشيدية يفرون من أمامهم إلى المدينة وقد تراكم القتلى منهم على الجسر وتجاوزهم بعض المغاربة على خيولهم وظهر الفوز واضحا لهم فصاح (الجندي): «الحمد لله قد كتب النصر لنا.» والتفت فوجد الحسين وراءه فبغت ووقف لا يبدي حراكا فصاح فيه الحسين قائلا: «من أنت.»
فلم يجب وإنما أشار إلى ثوبه أنه جندي فقال: «أنا الحسين بن جوهر فانزع هذا اللثام عن وجهك.»
فأطرق ولم يجب. فقالت بنت الإخشيد: «هذه سلامة حبيبتنا ... اكشفي وجهك للحسين يا بنية؛ إنه حامي ذمارنا.»
Bilinmeyen sayfa