Fasl Maqal
فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
Araştırmacı
إحسان عباس
Yayıncı
مؤسسة الرسالة
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٩٧١ م
Yayın Yeri
بيروت -لبنان
معاوية زيادًا البصرة واستعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة، فلم يلبث أن مات المغيرة فتخوف زياد أن يستعمل معاوية مكانه عبد الله بن عامر فكتب إليه يشير عليه باستعمال الضحاك، فكتب إليه معاوية " أفرخ روعك " قد شممنا إليك الكوفة والبصرة. فكتب إليه (١) " النبع يقرع بعضه بعضًا " فذهبت كلمتاهما مثلين. قال: والروع بفتح أوله: الفزع، والروع بضمه: الخلد والنفس.
ومن حديث عبد الله عن النبي ﵇ أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
وأما قولهم: برح الخفاء: فقال ابن دريد (٢): أول من قاله شق الكاهن، ومعنى برح: انكشف وظهر، والبراح من الأرض ما كان بارزًا مكشوفًا، ولذلك سميت الشمس براح، اسم معدول لا يجري، قال الراجز (٣):
هذا مقام قدمي رباح ... غدوة حتى دلكت براح رباح: اسم ساق يستقي لابله، يريد أنه استقى من تلك الغدوة حتى مالت الشمس؟ وهي براح؟ للغروب، ودلوكها: ميلها، ويروى: حتى دلكت براح، يريد أنها تدلت للمغيب، فهو يحجبها عن عينه براحته إذا نظر إليها، كما قال العجاج (٤):
والشمس قد كادت تكون دنفا ... أدفعها بالراح كي تزحلفا ويقال برح الخفاء، بكسر الراء، ومعناه زال وذهب، من قولهم: ما برحت
_________
(١) س ط: فقال زياد.
(٢) الجمهرة ١: ٢١٨.
(٣) انظر مجاز القرآن ١: ٣٨٧ ونوادر أبي زيد: ٨٨ وابن السكيت: ٣٩٣ ومجالس ثعلب: ٣٧٣، واللسان والتاج (برح، ربح) . ويروى: بكرة حتى دلكت، ويروى: ذبب حتى دلكت؛ وفتح الباء وكسرها من " براح " مما ذكره كبار اللغويين أمثال أبي عبيد والأزهري والهروي والزمخشري.
(٤) الرجز في ابن السكيت: ٣٩٣ وتفسير الطبري ١٥: ٨٦ ومجاز القرآن ١: ٣٨٨ والأساس (دنف) وديوان العجاج: ٨٢ والجمهرة ١: ٢١٨.
1 / 63