قوسين، هذه صورتهما ()؛ ولكنا في هذه الطبعة الثانية حذفنا من الزيادات التي أدرجناها من (ف) في الطبعة الأولى شيئًا كثيرًا، لأن أصول فصل المقال؟ في هذه الطبعة الثانية؟ قد أصبحت تمكننا من الحسم في كثير من الأمور، دون الاعتماد الكبير على نسخة (ف) .
٦ - أن هناك فروقًا كثيرة في القراءات قد أغفلناها لأنها لا تغير كثيرًا في المبنيى والمعنى؛ ومن ذلك الأدعية مثل " ﷺ " و" ﵁ " و" ﵀ "، فقد اتبعنا فيها منهجًا مناسبًا، وإن تفاوتت النسخ في ذلك، كذلك قد نجد تفاوتًا بين النسخ في أمور صغيرة مثل " ومنه قولهم " بدلًا من " منه قولهم " وما أشبه من فروق مثل " وقال " " فقال "؟ ولو أنا أردنا أن نشير إلى أمثال هذه الخلافات في كل موطن لأثقلنا الحواشي بأمور لا ضرورة لها؛ كذلك فإنا على تمام الشعور بالمسؤولية العلمية حين نقول: إن الأخطاء التي لا تتحمل تأويلًا إلى جانب الصحة المحتملة يجب أن يغفل إثباتها، لأن ذلك يعد إثقالًا على القراء، دون ما داعٍ يدعو لذلك.
٣ - شكر وتقدير:
حين أصدرنا الطبعة الأولى من هذا الكتاب (سنة ١٩٥٨) كان لجامعة الخرطوم الفضل الكبير في طبعه على نفقتها، تشجيعًا منها لإحياء التراث العربي، وتقديرًا لعمل أستاذين من أساتذتها، وأظن أن كرور الأيام، لن ينسينا الاعتراف بالجميل لتلك الجامعة، ولما أدته في خدمة العلم؛ وقد حرصت الجامعة يومئذ أن يكون عملنا مسددًا بإرشاد عالم طويل الباع في ميدان التحقيق وفي سعة الاطلاع، وذلك هو صديقنا الأستاذ محمود شاكر الذي قرأ الكتاب قبل دفعه للمطبعة، وأرسل إلينا بتعليقات كثيرة مفيدة، أثبتنا ما يحتاج إليه القارئ منها في هوامش الكتاب؛ وقد عانينا في طبع الكتاب؟ في الخرطوم؟ ما لا قبل لنا بتصويره، ولم تستطع غيرتنا العلمية أن تبرئه من أخطاء، كنا نحن أشد الناس ألمًا لوقوعها فيه، حتى لقد قلنا حينئذ في تقديم تلك الطبعة: " غير أن نقص الوسائل عامة، اضطرنا إلى قبول الأمر الواقع آسفين، فقد امتلأ الكتاب بالأخطاء، مع حرصنا على تصفيته منها ".
1 / 13