Konuşmanın Bölümleri: Cahiliye Dönemi Konularının Açıklaması

Mahmut Şükrü Elusî d. 1342 AH
8

Konuşmanın Bölümleri: Cahiliye Dönemi Konularının Açıklaması

فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية (المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية)

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

إلى آَيات أُخَرَ تُنادِي بِبُطْلانِ الاقْتِداءِ بالفُسَّاقِ وَأهْلِ الضَّلالَة والغَيِّ، وذلِكَ مِنْ سنَنِ الجاهِلِيَّةِ وطرائِقِهمُ المِعْوَجَّةِ. [الاحتجاج بما كان عليه الآباء بلا دليل] الاحتجاج بما كان عليه الآباء بلا دليل (السادسة): الاحتِجاجُ بِما كانَ عليه أهلُ القرونِ السَّالِفَةِ، مِن غَيرِ تَحكيمِ العَقْلِ، والأخْذِ بِالدَّليلِ الصَّحيح. وقد أبْطَلَ الله تَعالى ذلكَ بِقولهِ في [طه: ٤٩-٥٤]: ﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى - قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى - قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى - قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى - كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ﴾ [طه: ٤٩ - ٥٤] إلخ. وقالَ تَعالى فيِ [القَصَصِ: ٣٦-٣٧]: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ - وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [القصص: ٣٦ - ٣٧] وَقَالَ عَزَّ ذكْرُه في سورةِ [المؤمنونَ: ٢٣-٢٥]: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ - فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ - إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾ [المؤمنون: ٢٣ - ٢٥] وقالَ تَعالى فيِ [ص: ٦-٧]: ﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ - مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ [ص: ٦ - ٧] فَجَعَلوا مَدارَ احْتِجاجِهِم على عَدَمِ قَبولِ ما جاءَت بِهِ الرُّسُلُ أنَّه لم يَكُنْ عليهِ أسْلافُهُم، وَلا عَرَفوه مِنْهم، فانْظُرْ إلى سُوءِ مدارِكِهم، وَجُمودِ قرائِحِهِم، وَلو كانَت لَهُم أعينٌ يُبْصِرونَ بِها، وآذانٌ يَسمَعون بها، لَعَرفَوا الحَقَّ بدليلِهِ، وانْقادوا لِليَقينِ مِن غيرِ تَعْليلِهِ، وَهَكَذا أخلافُهُم ووراثهم، قَد تَشابَهت قلوبُهُم.

1 / 214