Arap İsyanı Tarihi Üzerine Bir Bölüm
فصل في تاريخ الثورة العرابية
Türler
وعصف الغضب برؤوس بعض المدنيين من سكان القاهرة، ولم تكن الرشوة قد فعلت بهم ما فعلته بالجيش، فتجمعوا من باب الشعرية والحسينية وتهيأوا للثورة، وكادت القاهرة ترى ما رأته أيام نابليون وكليبر. ولكن محافظ المدينة بذل أقصى جهده للقضاء على الفتنة في مهدها مبينا للثائرين أن عملهم لا يجدي نفعا، وليس وراءه إلا سفك الدماء.
توفيق يدخل العاصمة
انتظر توفيق بضعة أيام حتى تم تسليم المعاقل؛ كي يدخل القاهرة دخول الظافر. وفي اليوم الخامس والعشرين من سبتمبر، سافر الخديو إلى القاهرة وفي معيته كبير وزرائه شريف باشا. وحيا توفيقا في محطة العاصمة ولسلي قائد جيش الاحتلال، ودوق كنوت نجل ملكة الإنجليز وكان في الحملة، وإدوارد مالت ومحمد سلطان باشا، وكبار العلماء والأعيان.
وجلس عن يسار الخديو في مركبته دوق كنوت وجلس أمامه ولسلي ومالت، وأحاطت بالمركبة كوكبة من الفرسان الإنجليز، واصطف على جانبي الطريق إلى سراي الإسماعيلية نحو خمسة آلاف جندي بريطاني؛ ليمر من بينهم خديو مصر القادم إلى مقر حكمه.
وفي 30 سبتمبر اصطف الجيش الإنجليزي في ميدان عابدين في المكان نفسه، الذي وقف فيه عرابي قبل ذلك بنحو سنة وقفته المشهودة، ومعه الجيش المصري يسمع الخديو مطالب الأمة.
وكان الخديو في المقصورة التي أعدت له يرتدي ملابسه الرسمية، وكان الجنرال ولسلي ودوق كنوت على ظهر جواديهما إلى جانب مقصورة الخديو، وسارت فرق الجيش الإنجليزي أمامه حتى انتهى عرضها.
وقد جاء في عدد الوقائع الصادر في أول أكتوبر أنه قد «انشرحت صدور الحاضرين، وأعجب الجناب الخديو المعظم بما رآه من مهارة رؤسائهم وضباطهم وحسن انتظام العساكر وكمال نظامهم، وشكر الكل لهم ما قاموا به من إخماد فتنة العصاة وإطفاء ثورتهم».
وفي ليلة الثلاثاء 3 أكتوبر أقام الخديو مأدبة كبرى، وحفلة سمر باهرة في سراي الجيزة تكريما للقواد والضباط الإنجليز، وكان في مقدمة من شهدها سيمور وولسلي ودوق كنوت، ومالت، ولو. وفي هذه الحفلة الكبرى أنعم الخديو على ستين من هؤلاء الإنجليز بالأوسمة المختلفة.
الانتقام من زعماء الثورة
بدأ الخديو بإلغاء الجيش المصري جملة؛ بحجة أنه انضم إلى العصاة، وكان هذا توطئة لمحاكمة قواده وضباطه إلا من انحاز أثناء الحرب إلى الخديو.
Bilinmeyen sayfa